شغف أسامة جحجاح يتجدد … محاولة تشكيليّة وصلاً بين الحداثة والأصالة

وزارة الإعلام 

 

 

سعى الفنان التشكيلي «أسامة جحجاح» إلى رصدٍ جديد، بتتويجه لمعرضه الفردي السابع «شغف»، في البحث حيناً عن أسلوبيّة متجددة تعطي مساحة خاصّة به في لوحته، وفي حينٍ آخر المحافظة على علاقة متوازنة بين «الكولاج» الذي يستخدمه في خلق لوحته متحداً بعناصر تكوين أخرى مثل: القماش، والكرتون النافر، وأدوات أخرى. لكن في «شغف» تحمل لوحات «جحجاح» جديدها من خلال تقنية «الكولاج» تلك مع مزجها بتقنيّات الديجتال، والألوان الزيتيّة، والأكريليك، وخاماتٍ كثيرة، كالخيش، وأنواع خاصّة من القماش، والإكسسوارات النسائيّة، والتي تحمل لمعانها وجذبها كعناصر مساعدة في منح اللوحة جمالاً مُضافاً.

بات للأنثى حضورها الطاغي في معظم تجاربه، فيرينا صاحب «لمسات»، و«حلم» – وهي معارضه الفرديّة الأولى – أن الأنثى شريكته في التعبير عما يدور في خوالجه وعوالمه الداخليّة، ففي «شغف» نرى الأنثى تحتل مكانها وتعتمره بزهوٍ، مانحةً في كلّ لوحه الجزء المتبقي من الثنائيّة، فمن الأنثى إلى الذاكرة، ومنها إلى العشق، وأيضاً التأمل، والإغراق في الحبّ، والخجل، وكذلك في العلاقة مع التاريخ، ومع الصلاة، والمناجاة… إلخ. وفي لوحة «شام» تستوقفنا الكلمة، وتزيد من ربط العلاقة بين الشام والأنثى المطبقة العينين، والتي تروي عبر الناصية حكاية انكساراتٍ وانتصاراتٍ، فالأمل حاضر والمدى أمامها واسع وعميق. الحالة الروحيّة ظاهرة ولا يمكن إغفالها ما بين الأنثى التي تحتل اللوحة بثقة، وبين دمشق الشام، والتي تنتقل بنا وتذكرنا بمعرض «كولاجات دمشقيّة» المُقام سابقاً.

تحكي الألوان حكايتها في لوحة «جحجاح» فلا يمكن نسيانها ما دمنا نتأمل اللوحة، فبين نفور اللوحة بإضافة بعدها الجديد، وبين دفء الألوان التي يستخدمها، مهارةً وقوّةً، في منح اللوحة التشكيليّة السوريّة أناقتها بين اللوحات، وهنا نجد ألوان التراب والسماء تنتقل فيما بينها بدفقٍ كبير، فالبني المحروق يمتزج بزرقة السماء لتفصل، وتصل بينهما الأنثى عبر ألوان عينيها وجسدها. أو تنتقل في العلاقة بين قعر اللوحة وبعدها السماوي عبر أسود شعرها، مطلقة للخيال عنانه مرّة أخرى. 

فحكاية الألوان في لوحة «أسامة جحجاج» قصة متعددة الفصول، التي لا تنتهي مع الإصرار على تقديم الجديد في كلّ لوحة من خلال شغفٍ يتجدد.
«شغف» هو المعرض الفردي السابع للفنان جحجاح بعد سلسلة من المعارض الجماعيّة التي شارك فيها، وهو من مواليد عام 1972 جاء دمشق بأسلوبه الخاصّ عبر تقنيّة الكولاج، ومزجها بالألوان الزيتيّة، والتقنيات الأخرى، ويسعى في خصوصيّته أن يقدّم نفسه كواحدٍ من مبدعي الحركة التشكيليّة في سورية.

2016-12-07