“عابرون في الدمعة الأخيرة” ديوان للشاعر الفلسطيني محمود حامد صادر عن هيئة الكتاب

وزارة الإعلام
عابرون في الدمعة الأخيرة ديوان شعر صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب بوزارة الثقافة يقع في 467 صفحة يتضمن مواضيع وطنية جاءت عبر الحب والإنسان والنقاء والوفاء لتكون منظومة شعرية حقيقية متفردة بعد أن هجرت الأصوات الشعرية كثيرا من مقوماتها.

وظهر اثر موهبة مؤءلف الديوان الشاعر محمود حامد على القصائد التي استطاعت أن تأخذ مداها وتدافع عن كينونتها كما تظهر العاطفة في كل مفاصل الشعر وبكل مكوناته فهو يعبر في إحدى قصائد الديوان عن ألم ممزوج بأحلام رجل لا يمكن أن يتخلى عن وطنه ولا أن يتراجع عن نضاله فيه فيقول في قصيدة /يا موجعي وطنا أكاد أضمه/.. “أرأيت كم شف النسيم وهاما .. لما طوى خفق الجناح وناما وضممت فيه ثرى الأحبة مدنفا .. ضم الخلود دما علا وتسامى يا موجعي وطنا أكاد أضمه .. حد الجنون وأشتهيه مداما وطن سمى بالقدس حتى خلته .. مد السماوات العلا يترامى”.
ويخص الشاعر القدس بأكثر ما لديه ألقا وشعورا معتبرا أنه لا يمكن أن يوازيها جمال أو سمو فيحاول أن يكمل حبه خلال البحر الكامل الذي شدى فيه بقصيدة “يا قدس صلي” .. “تيهي يضج بك الخلود فخارا .. والدهر جارك كم يطيب جوارا وعلوت حتى لا سماء علت على .. ملكوت مجدك هيبة ووقارا”.
أما قصيدة الشاعر حامد بعنوان /أحلام مريم على سياج المخيم/ فعبر فيها عن ألم اللاجئين الفلسطينيين ونزوعهم الجامح إلى العودة عبر خطاب شعري لابنته مريم رأى خلاله كل البنات النازحات عن فلسطين بناته فشكل هذا الألم العظيم في نشيجه الشعري قائلا.. “ريحانة القلب الصغيرة مريم .. تغفو على طول السياج وتحلم بابا .. وتسأل بابتسامة حزنها .. لم عمرنا منفى وبسمتنا دم خذني إلى وطني ومل بي لحظة .. نحو الجليل على التراب اسلم”.
ويصمم الشاعر حامد على النضال في كل لفتة شعر يبوح بها جرحه إلى ذلك العالم الذي قد لا يفهم كيف يحب الشعراء أوطانهم فيحاول أن ينتقي أجمل ما حوله ليعبر في بنائه الشعري عن مكنونات شعب يحمل وطنه في دمه فيقول في قصيدته قيثارة والحجارة.. “صباحك زعتر .. وقصيدة خضراء وارفة .. وخبز ساخن .. ودم وملح الأرض هذا العاشق الهرم .. هنا أفنى سني العمر .. يحلم باسمها وطن .. ويحلم لو يكون على ثراها .. عشبة خضراء لو يغدو .. نسيم اللوز تحضن خفقه القمم”.
كما يؤءنسن الشاعر حامد شجرة الزيتون لتعبر في أغانيها عن الجرح الفلسطيني أيضا فيقول في قصيدة /أغاني الزيتون/.. “ذاك الجناح المستهام .. هو اشتعال الوجد في زيتونة .. تصبو وثغر صاد ..وهديل صادحة الكباد .. وأراك رعشة خافقي وسهادي”.
الشاعر محمود حامد صحفي وناقد وعضو في اتحادي الكتاب العرب والكتاب والصحفيين الفلسطينيين من مؤءلفاته الصادرة /موت على ضفاف المطر/ /أغان على شفاه الصنوبر/ و/افتتاحيات الدم الفلسطيني/ و/لمن تغني البلابل/ و/أغاني العصافير/ و/ شهقة الأرجوان/ و/بيسان/ و/الريح والزيتون/ كما كتب للأطفال وللمسرح وجمع في كتاباته بين الأصالة والمعاصرة وظل الوطن الفلسطيني سيد كتاباته في كل أعماله.

2016-08-09