“دراسة أدبية لنصوص اثني عشر شاعراً في كتاب للدكتور أحمد علي محمد

وزارة الإعلام

 

دراسات نصية في الأدب العربي الحديث” كتاب للدكتور أحمد علي محمد يتلمس فيه السمة الشعرية في عدد من نصوص الأدب العربي الحديث وهي نصوص لا رابط بينها سوى أنها تمتاز بعلامات فارقة من شأنها النهوض بما يميل النقد المعاصر إلى تسميته بالشعرية.
يعتبر الكتاب ظاهرة فريدة فيما نشرته المؤسسات الرسمية وغير الرسمية بما يخص النقد نظرا لأنه يذهب إلى دراسة النصوص الأدبية بشكل نقدي وموضوعي ومن ثم تلمس مزاياها وخصائصها الفريدة ليصل إلى أن الشعرية هي منجز من منجزات النقد الحداثي ولها أصداء في الأدب العربي بقديمه وحديثه.
ويقارب الدكتور محمد في كتابه بين المعرفتين العصرية والتراثية ويربط بين مصطلح الشعرية ومصطلحات أخرى كالأسلوبية والانزياح وغيرهما ليؤكد هذه العلاقة من خلال نماذج أدبية حديثة ومعاصرة لاثني عشر شاعرا على غاية في الأهمية مثل الشابي والبارودي وإبراهيم ناجي والزركلي والحصني وغيرهم في محاولة لتلمس ما يتفرد به هؤلاء في مجال الشعرية.
ويشير محمد في كتابه إلى أن الشعرية حار النقاد في وصفها وحصرها ولذلك تنوعت مشارب الشعرية في الأدب من الأسلوب الشعري للمعنى فاللغة لافتا إلى أنها في جميع أحوالها لا تنضبط في ناحية معينة فهي انزياح واسع عن كل ما هو مألوف وثابت.
كما يسعى المؤلف إلى محاولة إدراك خصوصية النص والوقوف عند علاماته الفارقة التي تدل على قوة الشعرية في النتاج الأدبي وتحويل النقد لأداة بحثية والابتعاد عن قراءة الأدب بطريقة ذوقية مع التأكيد على استخدام المصطلح في القراءة النقدية.
وفي مجمل دراساته لم يلج محمد أي نص من دون الاعتماد على المصطلح معتبرا أنه مفتاح كل بحث وأداة كل علم كما حرص المؤلف في دراساته على بيان السمة الأدبية التي تفرق أديبا عن آخر وفق ما تفرد به من نصوص مبينا سر تفرد القصيدة والانزياحات العجيبة عن اللغة وعن الشعر.
شملت الدراسة النقدية مجموعة مختارة من شعراء العصر الحديث الذين رحلوا عن عالمنا وبالتالي فإن مرحلتهم سبقت ما نحن عليه الآن كما أن هذه الأسماء المختارة لا تحظى بإجماع لدى النقاد أو القاعدة الشعبية ولكن المؤلف اعتمد وسائل متفوقة على أغلب ما يأتي به بعض النقاد والذي كثيرا ما يخضعون للتحليل الذوقي.
الكتاب صادر عن الهيئة السورية العامة للكتاب ويقع في 247 صفحة من القطع الكبير ويعتبر دراسة نقدية حقيقية اعتمدت على منهج تطبيقي لا يخلو من سمات الابداع التي تدل على أن هناك حضورا للنقد في الساحة السورية.
يذكر أن أحمد علي محمد حائز شهادة دكتوراه في الآداب من جامعة دمشق سنة 1993 زاول مهنة التدريس في العديد من الجامعات السورية والعربية وله عدة مؤلفات منها “أثر النزعة العقلية في بنية القصيدة العباسية” و”دراسات في الأدب العربي” و”تأويل النص الأدبي” و”قضايا الفن في الشعر العباسي” و”الأدب العباسي تحليل النصوص” وكتب أخرى.

2016-06-14