حشد الطاقات للحفاظ على التراث السوري الذي أثرى تراث البشرية الثقافي

وزارة الإعلام

 

أكد المشاركون في المؤتمر الدولي لخبراء التراث الثقافي المنعقد في وزارة الخارجية الألمانية في برلين بمشاركة سورية أهمية التراث السوري الثقافي معتبرين أنه يشكل عاملاً موحداً وجامعاً للسوريين وعنصراً فاعلاً وداعماً للسلم والأمن المجتمعي.
ولفت المشاركون في ختام أعمال المؤتمر بحسب تقرير المديرية العامة للآثار إلى ضرورة حشد الطاقات والجهود السورية والدولية في سبيل خدمة هذا التراث والحفاظ على مجمل مكوناته الغنية التي أثرت تراث البشرية الثقافي مشيرين إلى أهمية العمل العلمي المنهجي والمستمر لتقييم الأضرار وتصنيفها وتوصيفها بشكل يقدم المعلومات الكافية لرسم خطط التدخل وتحديد أولوياته مستقبلاً.
ونوه المشاركون في المؤتمر بالدور المحوري الذي تلعبه مديرية الآثار والمتاحف وخطواتها الرائدة في سبيل خدمة جزء مهم من تراث موجود
في سورية ما أسهم بشكل كبير بتخفيف الأضرار التي لحقت به بسبب جرائم التنظيمات الإرهابية والحد بشكل فعال من خسائر تراث سورية الثقافي داعين إلى دعم المديرية لتمكينها من الاستمرار بالقيام بعملها بالشكل المطلوب في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد منذ ما يزيد على خمس سنوات.
وأشار المشاركون إلى دور المجتمعات المحلية في الحفاظ على التراث الثقافي وضرورة إشراكها في الخطط التي تستهدفه مستقبلاً مؤكدين ضرورة القيام بإجراءات مادية ملموسة لحماية المدن التاريخية والمواقع الأثرية والمتاحف والتراث المنقول والتراث اللامادي وبناء القدرات وبرامج التوعية ومحاربة التهريب والاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية السورية بما يتوافق وخارطة الطريق والتوصيات التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونيسكو” في اجتماع باريس عام 2014.
ودعا المشاركون جميع الدول المعنية إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2199 الذي يجرم الاتجار بالآثار السورية والعراقية وإلى تضمين خططها وبرامجها ما يمكن من المساهمة بإعادة إحياء تراث سورية الثقافي مؤكدين أهمية إنشاء قائمة بالقطع الأثرية المسروقة والمنهوبة من المواقع الأثرية السورية لضبطها وإعادتها إلى موطنها الأصلي.
من جهته لفت الفريق السوري المشارك في المؤتمر والذي ضم 12 خبيرا ومديرا من العاملين في المديرية العامة للأثار والمتاحف إلى أهمية أن تكون الخطة الوطنية السورية لحماية وتأهيل تراث سورية الأساس الذي يحدد أولويات العمل.
وكان المؤتمر الذي اختتم أعماله أمس الاول انعقد على مدى ثلاثة أيام في الفترة ما بين الـ2 والـ 4 من الشهر الجاري ونظمته منظمة اليونيسكو بالتعاون مع المكتب الفيدرالي في وزارة الخارجية الألمانية ومعهد التراث الألماني وافتتحت أعماله إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونيسكو وماريا بوهمر وزير الدولة للشؤون الثقافية في ألمانيا.
وشارك في المؤتمر 230 خبيرا دوليا في مجال حماية وإدارة وترويج التراث الثقافي وتخطيط مدن ومعماريين وقانونيي تراث لامادي ومديري بعثات تنقيب وترميم ومتاحف وبناء القدرات بعضهم عمل في سورية لمدة طويلة والبعض الآخر يعمل في مؤسسات ومنظمات دولية وجامعات أوروبية.
وسعى المؤتمر إلى توحيد وتنسيق وتفعيل قنوات التواصل لتبادل المعلومات حول المواقع الأثرية السورية والأضرار التي لحقت بها وتنسيق النشاطات التي تستهدف الإجراءات الإسعافية الطارئة ومحاولة إيجاد رؤية مشتركة لخدمة تراث سورية الثقافي إضافة إلى توحيد جهود العاملين على تقييم الأضرار التي أصابت تراث سورية الثقافي ووضع المنهجيات ومناقشة الطروحات التي تهدف إلى المساعدة بالنهوض بواقع التراث الثقافي السوري وتخفيف المخاطر التي تتهدده قدر المستطاع وتحسين واقع صونه وحمايته.

2016-06-07