في عامه التاسع إصداران يتجهان للعالمية.. التوثيق البصري لآثار سورية بعيون مؤسسيه ومتطوعيه

وزارة الإعلام

 

يواصل مشروع التوثيق البصري لآثار سورية عمله الذي بدأه قبل تسع سنوات انطلاقا من محافظات درعا والسويداء والقنيطرة وصولا إلى كل الجغرافيا السورية ليغدو تطور المشروع استجابة لما تتعرض له الحضارة السورية من انتهاكات وسط الحرب الإرهابية التي كان تدمير آثار سورية وحضارتها واحدا من أبرز سماتها.

وكان لمؤسسي ومتطوعي المشروع من أبناء بلدة بصير في درعا وغيرها دور في دعم المشروع ليشكل حالة ثقافية جديدة في المجتمع تنطلق من روزنامة تحمل طابع الكتاب المصغر الخفيف باللغتين العربية والانكليزية مرفقا بالصورة التي تترسخ في الذاكرة.

وصدر المشروع في عامه الحالي ب”روزنامتين” لمنطقتي معلولا وصدد بعد اتساع انتشاره وتزايد عدد الجهات التي أخذت على عاتقها تبني المشروع
وبدأ بذلك يشق طريقه للعالمية عبر توزيعه في أروقة مجلس الأمن الدولي ليطلع من جلس تحت قبته على الوحشية التي تتعرض لها الحضارة السورية على أيدي الإرهاب.

الأب موفق العيد النائب الاسقفي العام في ابرشية بصرى وحوران وجبل العرب للروم الملكيين الكاثوليك وهي الجهة التي أخذت على عاتقها طباعة المشروع طيلة سنواته التسع يؤكد أن المشروع بدأ من قرى حوران التي تعد منبعا للآثار الرومانية والنبطية حيث وثقت الروزنامة الكثير من الآثار التي تعد اختراعا حورانيا بحتا و مزجت بين الدين و الآثار إلا أن الحرب على سورية لم تسمح للقائمين بدخول العديد من القرى نتيجة الإرهاب الذي تسبب باندثار العديد من مواقع الآثار في حوران ولا سيما اللجاة.

وأضاف “استمرارنا في المشروع نبع من أهمية التوثيق البصري للعديد من المناطق من آثار وعادات شعبية وحكايات و معاني كلمات ومصادر بعض الكلمات وخاصة أن كثيرا من المناطق التي تم توثيقها سابقا تعرضت اليوم للتدمير بشكل كامل و سرقة آثارها”.

ولفت إلى أن المشروع في عامه التاسع صدر بطبعتين الأولى عن صدد بريف حمص انطلاقا من أهميتها وما تعرضت له هي والقرى المحيطة بها من اعتداءات من قبل الإرهابيين حيث تمت الاستعانة بمتطوعين من القرية أما الطبعة الثانية فهي عن معلولا والتي تبنتها الجمعية الخيرية لشباب معلولا سرجيوس وباخوس لتقدم ما تعرضت له هذه البلدة من انتهاكات على يد الإرهابيين إصابتها في صميم بعدها الحضاري.
الدكتورة منى مهنا وهي مترجمة المشروع إلى اللغة الإنكليزية أشارت إلى أن ترجمته إحدى خطوات عالميته لإيصال ما تتعرض له الآثار السورية إلى المنظمات العالمية المهتمة بالتراث مؤكدة أن الروزنامة التي وصل عدد نسخها حاليا إلى 4 آلاف يحتاج تطويرها إلى دعم على المستوى الوطني.
موسى فرنسيس من المتطوعين في توثيق معلولا رأى أن التركيز على معلولا لعامين متتاليين في مشروع التوثيق البصري يأتي بهدف تذكير الناس بما طال هذه المدينة التاريخية الآرامية وما تعرضت له كنوز معلولا من تخريب.
جورج رزق الله استاذ اللغة الارامية في معهد اللغات بجامعة دمشق أشار إلى أن اختفاء بعض المهن والصناعات في معلولا أدى إلى زوال المفردات المقترنة بها لذلك اعتمدت روزنامة هذا العام على اعادة احياء المفردات الارامية وذكر امثال ارامية كانت شائعة في تلك الفترات معتبرا أن مشروع التوثيق البصري عمل وطني بامتياز يسمح للجميع بتعلم ما كان للاباء والاجداد من تاريخ وحضارة ولغة .
يشار إلى ان الإصدار التاسع يوثق في روزنامة عام 2016 بطبعته الخاصة عن صدد الرسوم والزخارف في الكنائس والمقامات وسواكف الابواب والنوافذ والمنازل الريفية و مقامات مارباخس و فريسكات الدينونة والعذراء المرضعة والسيد المسيح يدخل المدينة المقدسة وتل صدد وكنائس السيدة العذراء والشهيدين القديسين مارجرجس ومارسركيس وكنيسة مارتيوادورس اما طبعة معلولا فتضم توثيقا لمعبد اله الشمس و النسر السوري في صدر مغارة الاب يوسف ومغارة الملك ميلوس وصخرة الكوى وصخرة الملك والملكة وحمام الملكة والمشنقة والحصن ومعصرة الدبس.
ونشر في الروزنامة امثال و حكايات و مفردات بالسريانية والارامية و ما يقابلها باللغة العربية اضافة الى المعلومات التاريخية عن المواقع في كل من صدد ومعلولا.

2016-02-28