يوم تاريخي في حياة الصحافة السورية
إنه يوم الخامس عشر من آب ٢٠٠٦ اليوم التاريخي للصحافة السورية يوم زار السيد الرئيس بشار الأسد المؤتمر الرابع لاتحاد الصحفيين ليكون يوم انطلاقة الصحافة السورية وعيداً رسميا للصحفيين بما تعنيه الكلمة والذي جاء متزامنا مع انتصار المقاومة اللبنانية على كيان الاحتلال الاسرائيلي.

التكريم الذي حظي به الصحفيون في مؤتمرهم الذي عقد تحت شعار" نحو صحافة الالتزام الوطني والقومي في ظل الحرية والمسؤولية " يومئذ، كان مصدره حضور الرئيس الأسد الذي جاء وأشرف وتحدث عن المقاومة والمؤامرات التي تحاك ضد منطقتنا تحت ما يسمى "الشرق الأوسط الجديد".

ومن يومها لم يعد الصحفي ناقلاً لهموم المواطن أو تسليط الضوء على ظاهرة أو مشكلة تؤرقه بل انتقل إلى القتال الحقيقي، حين رافق الجيش العربي السوري ليوثق حربه على الإرهاب الذي لم يترك شيئا في سورية إلا وأتى عليه، ولينقل بمسؤولية مهنية ووطنية ودفاعية حقيقة الحرب على سورية وفضح دعم الغرب للإرهاب، والإصرار والتحدي سلاحه ليكون الثمن أغلى ما يملك، ويستحق لقب شهيد الكلمة.. شهيد الحقيقة.. كيف لا وهو يواجه أشرس هجوم إعلامي وحملات تضليل وتشويه لحقيقة الأحداث في سورية.

وبقي تاريخ الصحافة السورية كماهو مشرقاً رغم الرياح الهوجاء التي طالته خلال فترة الحرب على سورية، واستمر بنيانها الناصع الذي مدّ الصحافة العربية في مرحلة النهضة والاستقلال بقامات كبيرة وبتجربة مميزة، والمهم اليوم هو التأسيس لقيم وطنية جديدة للصحافة، قيم من قلب التاريخ الوطني السوري الذي عشناه، أهمها أن يكون من يعمل بالصحافة مهنياً، ومحصناً، ولا ينأى عن أهم الأحداث والقضايا لأي سبب كان، كما عليه التركيز نحو الاستقصائية بما يسهم في كشف مواطن الفساد ويواكب مرحلة إعادة الإعمار للوصول إلى الأهداف التي ضحى من أجلها الجيش والشعب وهي إعادة سورية إلى ما كانت عليه وأفضل.
وفي تصريح خاص لموقع وزارة الإعلام قالت نائب رئيس اتحاد الصحفيين الإعلامية رائدة وقاف إنه في هذه المناسبة يوم الصحافة السورية لابد أن نستذكر أولئك الذين ضحوا بأرواحهم فداء لرسالة الكلمة خاصة خلال الحرب الإرهابية التي شنتها دول العالم على سورية، فالرحمة لأرواح شهداء الصحافة والتحية والتقدير للجرحى من الصحفيين الذين قدموا أجزاء من أجسادهم فداء أيضاً لرسالة الكلمة.

وتابعت أنه لطالما كانت الحروب بدورها الإعلامي من أقسى الحروب التي شنت على بلدنا سورية ولطالما تستمر رسالة الصفحي أولاً بنقل الحقيقة، وثانياً بنقل نبض الشارع وهموم المواطن بما يتوافق مع رسالة الصحافة التي تأخذ قيمتها من دستور وقوانين الجمهورية العربية السورية.

فيما قال عضو المكتب التنفيذي للاتحاد محمد الخضر إنه هذا الاحتفال في الواقع هو تكريم للصحفيين السوريين هذه الشريحة من المجتمع التي قدمت الكثير خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية.

وتابع أن الاحتفال اليوم بعيد الصحافة السورية ليس فقط لمجرد تبادل التهاني بل لطرح العديد من القضايا للارتقاء بواقع المهنة التي لابد أن تتطور فالإعلام اليوم لم يعد تقليدياً.. اليوم هناك تحديات أمام الصحفيين كتطوير قانون الإعلام _ مستقبل الصحافة المكتوبة _ الارتقاء بالمستوى المهني والمعيشي للصحفي .. كل هذه العناوين حاضرة لدى كل الجسم الصحفي على امتداد الجغرافية السورية وأملنا أن نحقق ولو جزء يسير للارتقاء بواقع الصحافة السورية بالتعاون مع كافة مؤسسات الدولة.

حضر حفل الاستقبال وزير الإعلام الدكتور بطرس الحلاق ومعاون وزير الإعلام أحمد ضوا ومديرو المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة وممثلو النقابات والمنظمات وأعضاء المكتب التنفيذي في اتحاد الصحفيين وعدد من رؤساء فروع الاتحاد بالمحافظات وصحفيون من مختلف الوسائل الإعلامية.

يذكر أن الخامس عشر من شهر آب من كل عام اختير عيداً للصحافة السورية في عام 2006 عندما زار السيد الرئيس بشار الأسد المؤتمر العام الرابع لاتحاد الصحفيين تزامناً مع انتصار المقاومة في جنوب لبنان حيث تركت هذه الزيارة انطباعاً إيجابياً لدى الصحفيين وأكدت المكانة التي تحظى بها مهنتهم
طارق ابراهيم.
2022-08-15