المهندس عرنوس: الحكومة لن تألو جهداً في تقديم الدعم الممكن للإنتاج الدرامي


أكد رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس في كلمة له خلال فعاليات ورشة عمل "الدراما السورية.. صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية" التي تقيمها وزارة الإعلام ولجنة صناعة السينما والتلفزيون أن الحكومة لن تألو جهداً في تقديم الدعم الممكن لهذا القطاع الحيوي وهي على استعداد تام للبحث في كافة التسهيلات المالية الممكنة لخفض تكاليف الإنتاج وتعزيز تنافسية المنتج الدرامي، سواء من خلال الإعفاءات الجمركية والمالية أو من خلال تقديم تسهيلات ائتمانية ومصرفية مناسبة ومتابعة مخرجات الورشة، سواءٌ من خلال مراجعة الصكوك التشريعية الناظمة لقطاع صناعة الدراما والسعي لجعلها في خدمة تطوير القطاع، أو من خلال تشكيل فريق عمل من الجهات المعنية لإيجاد الصيغة المؤسساتية والإدارية المثلى لإدارة شؤون هذا القطاع.


وخلال جلسة حوارية ضمن الورشة أجاب رئيس مجلس الوزراء على مداخلات الحضور مؤكداً أن الحكومة جاهزة لتقديم الدعم اللازم لتطوير واقع صناعة الدراما والسينما وفق الإمكانات المتوفرة منوهاً بالدور الهام للأعمال الفنية الدرامية والسينمائية في إعطاء الصورة الحضارية الحقيقية عن أصالة الشعب السوري وتسليط الضوء على المشاكل التي يعاني منها المواطن إضافة الى الدور التوعوي في ظل انتشار الأفكار المتطرفة البعيدة عن أخلاقيات الشعب السوري.

وأكد رئيس مجلس الوزراء أهمية وضع مقترحات عملية وواضحة بالتشاركية بين وزارة الإعلام ولجنة صناعة السينما والتلفزيون ونقابة الفنانين لتطوير المنتج الفني والارتقاء بواقع صناعة الدراما والسينما باعتبارها تسهم في دعم الاقتصاد الوطني إضافة إلى تحسين واقع العاملين بقطاعي الدراما والسينما والفنانين.

ولفت المهندس عرنوس إلى أن الحكومة لن تألو جهداً لتحسين واقع الخدمات وإيجاد الحلول لسد النقص في توريدات المشتقات النفطية، وبيّن أن الإرهاب ركز في اعتداءاته على مناطق الثروات الوطنية النفطية والزراعية، مشيراً إلى أن العام الحالي سيشهد تحسناً في واقع الطاقة الكهربائية المولدة من خلال عدة مشروعات ستدخل الخدمة قبل نهاية العام ما سينعكس إيجاباً على واقع الكهرباء بشكل عام.

ودعا رئيس مجلس الوزراء من غادر إلى خارج البلاد ومنهم عدد من الفنانين للعودة إلى الوطن والمساهمة في إعادة الإعمار في ظل صدور مرسوم العفو رقم /7/ لعام 2022 وأكد بناء على المداخلات أنه سيتم التدقيق بتنفيذ المرسوم رقم 33 لعام 2011 المتعلق بالمبالغ التي تتقاضاها الجهات العامة لقاء أعمال التصوير التلفزيوني والسينمائي.

وكان وزير الإعلام الدكتور بطرس الحلاق قد أكد في افتتاح اليوم الأول للورشة أن الورشة هي نتاج لتعاون وزارة الإعلام ولجنة صناعة السينما والتلفزيون متوجهاً بالشكر لجميع القائمين عليها لما بذلوه من جهد في إعداد أوراقهم البحثية التي سيكون لها الأثر الأكبر في الوصول إلى أفضل النتائج والتوصيات.

ولفت وزير الإعلام إلى دور الدراما في التصدي لحرب الوعي وإرهاب الفكر والتي تعد من أخطر الحروب التي تعرضت لها سورية وتستهدف بنيتها السياسية والثقافية والمجتمعية مشيراً إلى التأثير الكبير الذي تلعبه الدراما في الفرد والمجتمع حيث يعتبرها الناس حقيقة والأجيال الصغيرة تنظر اليها على أنها الواقع ما يحملنا مسؤولية كبيرة لأن نكون حراساً ومدافعين ضد تزييف الفكر والثقافة.

ونوه الوزير الحلاق إلى الخطر المحدق الذي يحيط بالدراما والمجتمع المتمثل في خطاب الكراهية وتعميم السلبيات وتزييف الحقائق والتي تبنتها بعض النماذج من الدراما مبيناً أن الحديث عن صناعة الدراما يجب أن ينطلق من أفكار واقعية تستند إلى قدرتها على التأثير من خلال الصورة والصوت والأعمال القادرة على زرع الأفكار الهادفة وترسيخ القيم التي تحملها مجتمعاتنا من تراث غني بالعادات والتقاليد والعبر.

وأعرب وزير الإعلام عن تمنياته النجاح للورشة معتبراً أنها خطوة أولى يجب أن تعقبها اجتماعات ورشات عمل للوصول إلى آلية للعمل الدرامي ليصبح صناعة ووضع استراتيجية نحدد من خلالها ماذا نريد من الدراما.

وطرح الوزير الحلاق مجموعة من النقاط التي رأى أنه يمكن التوسع بها خلال النقاش في الجلسات للوصول من خلالها إلى حل، ومن أهمها أن الدولة تعرّضت لشتى أنواع الحروب، وأن أخطر أنواع هذه الحروب حرب الوعي التي إذا خسرناها فسنفقد الانتماء والهوية.. من هنا فإن حرّاس الرأي والفكر والثقافة هم جنود في هذه الحرب التي أكد الحلاق أننا سنربحها لأننا نمتلك الحضارة والفكر والتاريخ والتجارب والصمود.

وأشار وزير الإعلام إلى أن ما استُخدم في السنوات السابقة من أساليب في الدراما تعمل على تهديم الدولة إما لأهداف سياسية أو ربحيّة، وأن الإرهاب لم يعد يُمارَس بشكله التقليدي، واليوم نعيش إرهاب الفكر والإعلام الذي يستهدف الشخصية من الداخل، معتبراً أن الدراما هي إحدى أشكال الخطاب الإعلامي وهي أكبر تأثيراً من أي خبر أو نشرة أخبار لأن الجميع في لحظة يتوحّد مع المشهد الدرامي، ولأن هناك شريحة من الرأي العام تعتبر الدراما حقيقة، في الوقت الذي تنظر إليها الأجيال الصغيرة على أنها واقع ليكون الخطر الأكبر المحدق بالدراما، الثالوث الخطير الذي تبنته الدراما (خطاب الكراهية، تعميم السلبيات، تزييف الحقائق).

وشهدت جلسات اليوم الأول مناقشة عناوين مهمة "صناعة الدراما بين التعثر والنهوض" وتضمن هذا العنوان ورقتي بحث الأولى بعنوان"صُناع الدراما" والثانية بعنوان "العلاقات التفاعلية والإشكالية بين الجهات المسؤولة عن صناعة الدراما في سورية"، أما الجلسة الثانية فهي بعنوان "العقبات التي تواجه الدراما الوطنية" وقدمت فيها ورقتا عمل الأولى بعنوان "النص الدرامي صناعة ثقيلة ومؤثرة في العقل الجمعي" والثانية بعنوان "العقبات التي تواجه الفنيين والعاملين في مجال الدراما".

فيما شهد اليوم الثاني جلسة أولى قدم فيها المشاركون مقترحات واستفسارات وعقبات تعترض صناعة الدراما أمام رئيس مجلس الوزراء ووزيري المالية والإعلام، وكانت عناوين أوراق بحث الجلسات الختامية للورشة "دور القطاع العام في صناعة الدراما الوطنية" و"المشروطية الاجتماعية للدراما التلفزيونية السورية"و"العلاقة بين المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبين التأثيرات المحتملة للدراما على الهوية الثقافية ومصلحة الدولة العليا" و"الرسائل والقيم التي يفترض أن تعكسها الدراما في إطار ترسيخ الهوية الوطنية".

وكانت الورشة افتتحت بعرض فيلم قصير بمناسبة عيد الجيش العربي السوري وآخر يلخص تاريخ الدراما السورية وحكايتها.
2022-08-01