على مدار الأيام الثلاثة المنصرمة ناقشت ورشة عمل حملت عنوان"خطوات متقدمة في صحافة الحلول"، والتي جاءت ترجمة لمذكرة التفاهم بين وزارة الإعلام والجامعة الافتراضية، المشروعات الإعلامية المعروضة من قبل 15 مشاركاً من مختلف الوسائل الإعلامية التابعة لوزارة الإعلام. 

الورشة التي اختتمت مناقشاتها أمس الأربعاء، تأتي لتعزيز المبادرات الصحفية وقدم خلالها المشاركون مشاريع مواد إعلامية تنتمي إلى منهجية صحافة الحلول، باعتماد أسلوب البحث الصحفي عن الحلول وفق منهج أكاديمي، يتضمن الإجابة على أسئلة متعددة منها: 

• كيف يتصدى الصحفي للمشكلة الاجتماعية؟

• متى يستطيع الصحفي تحديد طبيعة المشكلة الاجتماعية؟

• مَن يصنع حل المشكلة الاجتماعية؟

• ما هو الطريق إلى الحل؟

• أين يكمن دور الشريحة المستهدفة في تنفيذ الحل؟

كما تهدف الورشة إلى تعزيز المبادرات الصحفية في مجال صحافة الحلول وفق معايير أكاديمية، وصقل المهارات الصحفية في هذا المجال، بما يرتقي بمستوى التأثير الإعلامي في منهجية التنمية الاجتماعية، ويدعم الدور الإيجابي للإعلام.

معاون وزير الإعلام الأستاذ أحمد ضوا قال في تصريح صحفي إن "صحافة الحلول موجودة في سورية، ومانقوم به اليوم هو تعزيز وجود هذا النوع الصحفي في الوسائل الإعلامية بالنظر للوضع القائم في البلد".

وأضاف أن "الصحفي السوري أثبت جدارة عالية في مؤسسته الإعلامية رغم ضعف الإمكانات مقارنة بصحفيين يتبعون مؤسسات إقليمية أو دولية تمتلك تقنيات عالية، وذلك بما يملكه من إبداع ومعرفة، لكنه بحاجة إلى تدريب ليكون وفق المسار الصحيح".

منسق الورشة حسين ابراهيم قال في تصريح مماثل إن "هذه الورشة تهدف إلى تقديم نموذج جديد من خلال عرض مشاريع نفذها صحفيون من مختلف المؤسسات الإعلامية تعتمد على المنهج الأساسي لصحافة الحلول.

وأضاف أن "صحافة الحلول تستند إلى مبدأ بحث الصحفي عن الحل وإلقاء الضوء على قصص نجاح لمواضيع مشابهة".

واعتبرت مديرة تحرير صحيفة تشرين الإلكترونية أن "الورشة تعتمد على تطوير الأفكار بالدرجة الأولى لكيفية التعاطي مع القضايا المجتمعية، مع التساؤل هل نتعاطى مع الظاهر السلبية في المجتمع على أنها مشاكل لعرضها على الجهات المعنية أو طرح مجموعة من الحلول لوضعها على طاولة المعنيين؟

مدير الإعلام الإلكتروني في وزارة الإعلام الدكتور منذر أحمد قال إن"الهدف من هذه الورشات هو وضع الأطر الأكاديمية والمنهجية العلمية الخاصة بالأنواع الصحفية الجديدة، والتي تحتاج لمعرفة عدد من المعلومات لابد للصحفي من الإلمام بها عندما يريد أن يبدأ بإنجاز مواد تنتمي لهذه الأنواع الجديدة من الصحافة."

مشاركون في الورشة أكدوا أن دور الصحفي في هذا النوع الإعلامي لا يقتصر على عرض المشكلة بل البحث عن حلول ممكنة لها، واقتصار دوره على تقديم الحلول المقترحة للجهات المعنية.

وشهدت جلسات الورشة في أيامها الثلاثة تفاعلاً من المشاركين بنقاشات وحوارات حول المشاريع المعروضة لنوع صحافة الحلول، فيما أضفت لجنة التحكيم المؤلفة من معاون وزير الإعلام كرئيس للجنة وعضوية كل من رئيسي تحرير صحيفة تشرين وصحيفة الثورة هني الحمدان وأحمد حمادة، وأمينة التحرير في وكالة سانا ندى عجيب، بمداخلاتها من خلال تقييم المواد المعروضة وهل تخضع تلك المواد لمنهج صحافة الحلول، ليصار بعد الورشة إلى اعتماد أساليبها كنماذج لهذا النوع من الصحافة، من خلال الخطوات المتبعة في إعداد المادة، والتزام الصحفي بتوصيات كانت نتيجة لاجتماعات عديدة تهدف إلى الخروج بأسس ومحددات توضح قواعد صحافة الحلول.

يذكر أن صحفيين من مختلف الوسائل الإعلامية التابعة لوزارة الإعلام أنهوا جلسات حوارية كانت قد بدأت في 20 نيسان الماضي استعداداً لإطلاق هذه الورشة، التي جاءت ترجمة لتوصيات ورشة "صحافة الحلول المجتمعية" التي أنهت جلساتها في 27 تشرين الأول 2021، وخرجت بتوصيات عديدة أهمها:  التعاون بين وزراة الإعلام والجامعة الافتراضية السورية لإحداث منصات اجتماعية تفاعلية خاصة بالمؤسسات الإعلامية تتضمن ما تم تنفيذه من تجارب إعلامية في مجال صحافة الحلول ضمن هذه المؤسسات، وتفعيل مذكرة التفاهم بين وزارة الإعلام والجامعة الافتراضية السورية فيما يتعلق بنموذج صحافة الحلول، والدعوة إلى إدراج مفاهيم وتجارب صحافة الحلول ضمن المناهج التعليمية والتدريبية.

كما تضمنت التوصيات تشكيل مجموعات عمل في المؤسسات الإعلامية لتطبيق تجارب عملية وفق منهجية عمل واضحة، وتقديم الدعم للصحفيين لإتاحة المجال لهم للتدريب الذاتي بما يدعم تحقيق متطلبات الإعلام الجديدة وخاصة في مجال صحافة الحلول، وتوفير الإمكانات التقنية والفنية واللوجستية للصحفيين، وتأمين الظروف الموضوعية التي تتيح حصول الصحفيين بشكل عام والصحفيين العاملين في نموذج صحافة الحلول بشكل خاص، على البيانات والمعلومات والتصريحات والاقتراحات من الخبراء المعنيين بكل حالة.

وفي ختام الورشة تمّ توزيع الشهادات على المشاركين، الذين استمعوا في نهاية جلسات الورشة للأفكار التطويرية لمستقبل نموذج صحافة الحلول في وسائل الإعلام وآليات العمل التي تضمن نجاح هذا النموذج.