المعلمون بناة حقيقيون ورسالة إنسانية خالدة
لن يكون النسيان مكافأة نقدمها لكم لأن نبل عملكم يتطلب منا الكثير من التذكير والتلميح لعظيم ما قدمتم وما صنعتم فينا لنكون اليوم على مانحن عليه فالمعلم الناجح هو أحد الأعمدة الأساسية في بناء المجتمع وفي إنجاح العملية التعليمية بالكامل.
يمثل المعلم المتقاعد يحيى أبو العز وزوجته المعلمة المتقاعدة أنعام أبو سعيد في محافظة السويداء نموذجاً حياً لرسالة المعلم  السامية، وهو ما بيّنه المعلم الفاضل يحيى أبو العز لأن واجب المعلم ومسؤليته كبيرة لذلك بعض الدول تعتبرالمعلم هو ذاك الشخص المقدس المسؤول عن أجيال بكامله بما يلقنهم إياه ويربيهم عليه، مبيناً صعوبة مهنة التعليم خاصة في سنوات التلقين الأولى لدى الأطفال والتي يتشرب فيها الطفل كل ما يقدمه أستاذه في المدرسة.

كما أعرب المعلم يحيى عن مدى غبطته وسعادته عندما يدخل أي مؤسسة حكومية ويرى الكثير من الطلاب الذين تولى تعليمهم في فترة من الفترات وعن الاحترام المتبادل بينه وبين طلابه.
في حين أعربت المعلمة أنعام أبو سعيد عن مدى سعادتها بما تتابعه من تحصيل علمي للطلاب خاصة في ظروف الحرب التي تتعرض لها سورية، مبينة أنه لا سن تقاعدي للمعلم فهو رسول علم ورسول تلقين ومؤثر حقيقي في الأجيال التي تعطي الروح والحياة للمعلم كما تعطيه الإلهام..

وتمنى المعلمان أن يكون معلمو اليوم على هذا القدر من المسؤولية وبأن يعتبروا التعليم رسالة إنسانية أخلاقية قبل أن تكون تعليمية وأن يسعوا بكل ضميرهم لتعليم هذه الأجيال كل ما هو نافع لهم ومهم لحياتهم فالمعلم يبني إنسان ويبني وجدان له أساس في الوجود، كما طلبا من معلمي هذا الجيل أن يكونوا قدوة لطلابهم فمن شبّ على شيء شاب عليه.

ختاما لن نغفل دور المعلم الفعال في التربية والتعليم، ورسالته العلمية والثقافية التي تنعكس بصورة إيجابية على المجتمع، ويضيء دروباً مظلمة، فالمعلم المؤهل الوحيد لإصلاح العقول وتنويرها وبناء الوطن والإنسان.
رفيدة حبيب استاذة فيزياء وكيمياء في مدرسة الشهيد أنور قاسم في محافظة اللاذقية أمضت ٢٣ عاما في مجال التدريس ولخصت تجربتها بأنها تجربة جميلة كانت تتوافر فيها كل الظروف المريحة والمساعدة للتعاون بين الطالب والمدرس لإعطاء المعلومات وسهولة إيصال الفكرة للطالب بفضل وجود عدد مقبول من الطلاب بالصف كما كان الطالب أكثر إحساساً بالمسؤولية وبواجباته وكانت هيبة المدرس أكبر من الآن.

وقالت الأستاذة رفيدة : "أعتبر أن الجيش الرديف للجيش العربي السوري هوجيش المعلمين الذين يسعون لبناء جيل مثقف قادر على بناء الوطن. 

وأضافت: "الآن نعاني  بسبب ظروف الحرب  من الأعداد الكبيرة في القاعات وبالتالي صعوبة ضبط الهدوء في القاعة". 

وتوجهت بالشكر لوزارة التربية لما قدمه من امتيازات للمدرسين لم يقدمها من سبقه متمنية أن يعطى الاستاذ حصانة للحفاظ على هيبته واحترامه بين الناس حيث ستكون نتيجته العطاء الأكبر وتحقيق مصلحة الطالب بالنهاية.

بدوره الاستاذ رائق مهلوبي اختصاصي لغة انكليزية قال :"أمضيت ٢٣ عاما في مجال التعليم ألخص مسيرتي بأنها كانت مسيرة عامرة بالعطاء ومتجددة  مع تجدد الأجيال فلا أشعر بمضي الزمن إلى حد ما.من وجهة نظري يستطيع المدرس الجيد أن يستقطب الطالب ويحببه بالمادة الدراسية، بعض الطلاب أخبروني بأنهم أحبوا اللغة الانكليزية لمعرفتهم بي ولا أنكر أبداً أن أحد الطلاب أخبرني بانني كنت سبب كرهه للمادة مقابل عشرات الطلاب الذين أحبوها والكثير من الطلاب الذين قابلتهم بعد تخرجهم من المدرسة عبروا عن ندمهم لعدم الاستفادة من نصائحي."

ختاما لن نغفل دور المعلم الفعال في التربية والتعليم، ورسالته العلمية والثقافية التي تنعكس بصورة ايجابية على المجتمع، ويضيء دروباً مظلمة، فالمعلم المؤهل الوحيد لإصلاح العقول وتنويرها وبناء الوطن والإنسان.
2022-03-17