مجلة أمريكية: السياسات الأمريكية ضد روسيا ستقوض من هيمنة الدولار
حذرت مجلة جاكوبين الأمريكية من أن سلاح العقوبات الذي تلوح به الولايات المتحدة ضد الدول التي لا تدور في فلكها أزكى المخاوف من أن هذا السلاح سيقوض من هيمنة الدولار كعملة عالمية رئيسية.

وقالت المجلة في تقريرها إن الدولار هيمن لعقود طويلة على الاقتصاد العالمي وكان العملة الرئيسية للاحتياط النقدي والمبادلات المالية بين الدول لكن ذلك لم يساعد الولايات المتحدة على الحفاظ على مكانتها بوصفها قوة اقتصادية مهيمنة بعد العقوبات التي فرضتها على روسيا.

ووفقاً للمجلة فقد دفعت هذه العقوبات المؤسسات المالية العالمية ومنها (صندوق النقد الدولي وبنك غولدن ساكس) إلى التساؤل حيال اعتمادها على الدولار الأمريكي كأكبر مخزون احتياطي نقدي لديها.

وأشار تقرير المجلة إلى تصريحات كبيرة الخبراء الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي النائبة الأولى للمدير العام (جيتا جوبيناث) الشهر الماضي والتي حذرت فيها من أن العقوبات الغربية يمكن أن تقوض الهيمنة العالمية للدولار الأمريكي والحركة تجاه العملات الأخرى التي تلعب دوراً أكبر كأصول احتياطية كما لفتت إلى تحذيرات بنك غولدن ساكس من أن “الدولار يواجه تحديات مماثلة لتلك التي أدت إلى خروج الجنيه البريطاني عن مكانته في منتصف القرن الماضي”.

ووفق بعض الخبراء فإن المدى الأقصى الذي ذهبت إليه واشنطن في فرض العقوبات على روسيا قد زاد من إلحاح الدول للتخلي عن الاعتماد على الدولار الأمريكي.

وبالنسبة للعديد من الدول كانت النتيجة الحالية أن البنوك الغربية لم تعد مكاناً آمناً لأصولها الأجنبية وأن هذا الاعتماد على الدولار كأصل احتياطي أو على البنية التحتية المالية المهيمنة عليها الولايات المتحدة في المعاملات التجارية تتركهم عرضة للخطر إذا تغيرت الرياح الجيوسياسية.

وختمت المجلة بأن تقويض هيمنة الدولار كان خلال السنوات الماضية حلم الحكومات التي لا تدور في فلك السياسة الأمريكية والتي نظرت بقلق إلى الهيمنة الأمريكية العالمية وشكلت على إثرها تحالفات اقتصادية مثل دول البريكس للوصول إلى تقويض هذه الهيمنة إلا أنه سيكون من أكثر الأمور سخرية أن يتلقى الدولار هذه الضربة من السياسات الأمريكية ذاتها.
2022-04-25