قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن على أوروبا أن تفكر جيداً في مكانتها في واقع جديد لن تسعى فيه الولايات المتحدة إلى لعب دور “الزعيم العالمي”.

وأضافت ميركل في حديث لوسائل إعلام وصحف أوروبية بما فيها صحيفة الغارديان البريطانية: “نشأنا على معرفة معينة وهي أن الولايات المتحدة تريد أن تكون قوة عالمية لكن في حال أرادت الانسحاب من هذا الدور بإرادتها الخاصة فيجب علينا حينها التفكير بهذا الموضوع بشكل عميق”.

ووفق الغارديان فإن وجهة نظر ميركل حول ضرورة “التفكير بشكل عميق” في حال ابتعاد الولايات المتحدة عن دائرة القوى العالمية لا ترقى إلى دعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لإنشاء ما سماه “الحكم الذاتي الاستراتيجي الأوروبي” بمعزل عن الولايات المتحدة.

وحول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقليص عدد القوات الأمريكية الموجودة في ألمانيا أكدت ميركل أن “الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا الوسطى يصب في مصلحة الولايات المتحدة” معتبرة أن على ألمانيا أن تنفق المزيد على قطاع الدفاع وأنها “ستواصل هذا النهج لتعزيز قدراتها العسكرية”.

وبينما تزايدت حدة التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا على خلفية سياسات ترامب وتصريحاته والتي أثارت في كثير من المناسبات مناوشات دبلوماسية بين طرفي الأطلسي ولا سيما فيما يتعلق بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران واتفاقية باريس للمناخ إضافة إلى هجوم الرئيس الأمريكي على حلف “ناتو” بسبب إنفاق الدفاع شهدت العلاقات بين واشنطن وبرلين توترا متزايدا بعد اتهام ترامب لألمانيا بأنها “لا تعامل الولايات المتحدة بطريقة عادلة فيما يتعلق بالتجارة”.

ويعتبر الألمان أن ترامب غير مقنع في العمل السياسي ولا سيما في طريقة تعامله مع باقي دول حلف شمال الأطلسي حيث الحاجة إلى المرونة والدبلوماسية فيما تشير تحليلات المراقبين إلى أنه وجد نفسه عديم الحيلة أمام أزمات بلاده بعد أخطاء قد تؤثر على حظوظه الانتخابية في ردة فعله على الاحتجاجات ضد العنصرية وطريقة تعامله مع أزمة فيروس كورونا.