جولة الباطل

بقلم: جمال ظريفة

 يواصل النظام التركي عدوانه على الأراضي السورية لتحقيق أهدافه الاستعمارية وأطماعه التوسعية لتحقيق أوهام أردوغان السلطانية في احتلال أكبر قدر من الأراضي المجاورة والسيطرة على ثروات طبيعية في البر والبحر، بل وصلت تدخلاته السافرة إلى ليبيا الغنية بالنفط والغاز، مسخدماً أدوات رخيصة جاء بها من أصقاع الأرض مموّلاً من مشيخة قطر.

 

عشرات القتلى والمصابين في صفوف قوات العدوان التركي أول من أمس على أرض إدلب، وهم بين الإرهابيين، في دليل واضح على تماهي أردوغان مع الإرهاب والذي يتعامى عنه الغرب خوفاً من تنفيذ تهديداته بفتح أبواب الهجرة إلى أوروبا من جهة ولموافقة هذا الغرب الاستعماري على ما يقوم به أردوغان من قتل وتنكيل واحتلال ودعم للإرهاب، متناسين ما يدعون من قناعات بالديمقراطية والإنسانية وحفاظهم على قوانين الشرعية الدولية.

 

اجتماعات متتالية لمجلس الأمن بدعوات غربية للتباكي على إدلب ولم يذكر أي من الداعين والمتباكين كلمة واحدة تشير إلى العدوان التركي أو دعمه الإرهاب ما يدل على موافقتهم على ما يفعله أزعر الشرق الأوسط ودعمهم له.

 

لم نسمع إدانة واحدة للعدوان التركي على الأراضي السورية، بل نسمع إدانات غربية وقحة لسورية لدفاعها المشروع والطبيعي عن أرضها وشعبها وسيادتها وكل ذلك ضمن أراضيها في ازدواجية مفرطة للمعايير ودعم علني للإرهاب من دون خجل.

 

الشعب التركي سيتحرك حتماً بعد ازدياد قتلاه خدمة للسلطان المتعالي و«للصدر الأعظم» في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل.

 

أردوغان بعدوانه على سورية أطاح باتفاق «سوتشي» وبكل تفاهمات «أستانا» ولم يبق من صوت العقل لدى هذا الإخونجي شيئاً، فهو يظن أن بمقدوره كسر إرادة الشعب السوري واحتلال أرضه، ألا يعلم أن جيشاً صمد وقاتل ٩ سنوات في حرب شرسة من أصعب الحروب اشتركت فيها معظم دول العالم قادر على صد هجوم الجيش الانكشاري العثماني الجديد وكسره.

2020-02-29