حصاد الفشل

بقلم: جمال ظريفة

تبدو الخيبات ملازمة رئيس النظام التركي رجب أردوغان في جميع خطواته حتى أصبحت سمة أساسية من سياساته العدوانية ضد سورية والتي عرّته وفضحت تماهيه مع الإرهاب مع انكشاف دوره منذ بداية الأزمة في دعم التنظيمات الإرهابية وجلبها من أصقاع الأرض لمحاربة الشعب السوري وتدمير بناه وحضارته.

 

العدوان التركي على الأراضي السورية كشف للرأي العام الغربي مشروع أردوغان ومراميه من دعم الإرهاب وهذا ما رآه المتابعون على صفحات الدوريات العالمية من تنديد واستنكار واستهجان للأعمال التركية في تسليح ودعم الإرهاب ونقله بعض الإرهابيين إلى ليبيا واستخدامه مسألة المهاجرين إلى أوروبا كورقة ابتزاز سياسي لتساعده دول «ناتو» في دعم العدوان.

 

يوم الخامس من آذار لم يكن كسابقه فهو تاريخ مفصلي على مسار فشل مخططات السلطان الطوراني العنجهية بعدما خاب ظنه أو بعدما خذله حلف الأطلسي ومشغله الأمريكي واللذان خذلاه بدعم عدوانه على سورية وحماية الإرهابيين تنفيذاً لأجندة الغرب ومداعبة لأحلامه السلطانية.

 

الفشل الذريع الذي لاقاه أردوغان عند لقائه سيد الكرملين لم يفاجئ أحداً بل كان متوقعاً بعدما رفع وتيرة تهديداته إلى أبعد حد ممكن ووضع نفسه في عنق الزجاجة لا هو قادر على العودة والخروج ولا على المتابعة فكل عربدته وخطوطه الحمر قد سقطت بعد فشله في الميدان أولاً وإصرار الحليف الروسي على المساعدة في القضاء على الإرهاب في إدلب.

 

اتفاق وقف الأعمال القتالية حافظ على ما وصل إليه الجيش مع التشديد على سيادة سورية وسلامة أراضيها وضرورة محاربة الإرهاب، الأمر الذي يعني ليس فقط محاربة الجيش العربي السوري للإرهاب من دون عدوان تركي بل صار لزاماً على النظام التركي المساعدة في ذلك وإلا سيكون في خانة الخارقين لاتفاقه مع روسيا كالعادة.

 

وعلى كل حال فإن مسيرة الجيش العربي السوري المظفرة في محاربة الإرهاب ستتواصل لتحرير كامل التراب السوري رغماً عن أنوف الأعداء ولابد من استئصال الإرهاب وتحرير كل أراضينا من دنسه ودنس من يدعمه.

2020-03-07