مــن المعرة إلى حلب… ثغور الوطن ترفع رايات النصر

 

بقلم: ديب علي حسن

يفرض الميدان إيقاعه بكل قوة، فمن ظن للحظة واحدة أن ثمة وهناً أصاب السوريين في مكافحة الإرهاب، لهو أكثر من أحمق، بل يمكن القول إنه خارج منطق الحياة وقراء ة ما يجري، وبتعبير العامية (من لا يرى من الغربال فهو أعمى) فكيف بمن لم ير خلال تسع سنوات، ما قدمه السوريون من صلابة وقدرة على المقارعة واجتراح النصر ضد أعتى قوى العدوان المدججة بكل ما تحتاجه، بل كان لديها ما يكفي لخوض معارك ضد أمبرطوريات.

ومع ذلك كان النصر السوري من ميدان لآخر، ولم يكن العمل بهدوء وروية وإعطاء المهل عن ضعف أو تقصير، بل هو حقن للدماء، ولإخراج المدنيين من الأقفاص التي وضعتهم فيها العصابات اإرهابية واتخذتهم دروعاً بشرية، هذه المواقف من النبل والإنسانية، فسرها الإرهابيون ومن يدعمهم على أنها ضعف، وهم يدرون أنها ليست كذلك، فانتقلوا إلى الغدر والاستمرار في قصف المدنيين وترويع الآمنين في بيوتهم، وأحيائهم، ويمكن للمتابع أن يعد مئات الهدن التي غدر بها الإرهاب، ولم يلتزم لساعة واحدة بالأمر، ومع ذلك كانت الدولة السورية تضبط النفس، وتعمل على أكثر من محور من أجل إخراج المدنيين، وتجنيب المنطقة معركة يعرف الإرهابيون أنهم مهزومون فيها، ولايمكن السكوت إلى ما لانهاية عما يمارسونه من إجرام .

المعارك التي يخوضها الجيش في ادلب قرب المعرة، وغيرها من المناطق، وفي حلب وريفها، تأتي في سياق إكمال التحرير واستعادة كل شبر من الأرض السورية، وعلى ما يبدو أن ثمة أوامر بالتصعيد أتت إلى العصابات الإرهابية، على مقربة من الحديث عن توجه نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وقوله إنه ذاهب ليصنع التاريخ مع ترامب، ولايعني بذلك غير إعلان ما سمي صفقة القرن، هذا الجو الملبد بالكثير من التآمر، يراد له أن يمر دون انتباه، وكأنهم يظنون أن التصعيد العدواني على سورية وفبركة المسرحيات الكيماوية، سوف يفت في عضد الدولة السورية، وفاتهم أن مجرى النصر قد ترسخ، وكل ما يخططون له سيكون كما سبقه من مؤامرات.

 

2020-01-28