بلطجة إسرائيل وأميركا تتناغم .. وإرادة السوريين تتجذر


بقلم: أحمد حمادة    

لا يمكن لنا قراءة الأسباب المباشرة للعدوان الصهيوني الأخير على الأراضي السورية، ومؤشراته السياسية والميدانية، دون أن نشير، قبل كل شيء وبعمق، إلى طبيعة هذا الكيان العنصري باعتباره كياناً استعمارياً يتناقض وجوده مع طبيعة الدول والمجتمعات الصحيحة، فهو أولاً وقبل أي شيء كيان غير شرعي ولا يستطيع البقاء والاستمرار دون الحروب والعدوان.

أما الأسباب السياسية والميدانية التي تدفع به اليوم ليكرر عدوانه على سورية، فهي إضافة إلى محاولة نتنياهو المأزوم بعد الانتخابات الصهيونية الأخيرة الهروب إلى الأمام، فإنه تأكيد جديد على أن كل ما حصل من عدوان وإرهاب على سورية كان بإدارة وتخطيط وتنفيذ صهيو أميركي.

فبعد دحر التنظيمات الإرهابية في معظم الجغرافيا السورية، وانتشار الجيش العربي السوري على مساحات واسعة على الحدود مع تركيا، وإفلاس منظومة العدوان وخسارتها لمعظم أوراقها على الساحة السورية، يأتي العدوان في سياق الإستراتيجية الصهيونية المعتمدة من قبل حكومة الاحتلال العدوانية تجاه سورية التي تهدف إلى التناغم مع السياسات الأميركية في دعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تمثل أداة واشنطن في سورية لنشر الفوضى الهدامة، وتحقيق النزعات الانفصالية.

وهو ليس العدوان الأول الذي يقوم به الكيان الإسرائيلي الغاصب خلال الأزمة لإنقاذ هذه التنظيمات الإرهابية المنهارة، فكلما تقدم الجيش العربي السوري في منطقة سورية ودحر الإرهاب فيها كان هذا الكيان الغاصب يعتدي بشكل مباشر على مواقعنا العسكرية والمدنية.

هذه البلطجة الإسرائيلية تتناغم مع البلطجة الأميركية في المنطقة عموماً وعلى الأراضي السورية على وجه الخصوص، والتي بلغت ذروتها مؤخراً في بناء القواعد العسكرية وسرقة النفط وإعادة انتشار قوات أميركا المحتلة، والتي اتخذت لتنفيذ أجنداتها الاستعمارية المشبوهة سبلاً وطرقاً مخالفة لكل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية.

لكن الذي لم تدركه منظومة العدوان على سورية، التي تقودها إدارة ترامب الاستعمارية وتحرضها حكومة الاحتلال الصهيوني على المضي بالعدوان، أن السوريين مثلما دحروا الإرهاب وحرروا أرضهم من رجسه، وصدوا العدوان الصهيوني اليوم وأسقطوا صواريخه الحاقدة سيدحرون كل مخططاتهم المشبوهة وأجنداتهم الاستعمارية، وتجارب الماضي وانتصارات السوريين على الإرهاب والعدوان أكبر شاهد.

 

2019-11-21