الإرهابيون الذين ترعاهم تركيا يفعلون في سورية كما فعل "داعش" في الموصل

اعتبر سيث فرانتزمان في موقع  منتدى الشرق الأوسط الأمريكي أنّ الجهاديين الذي ترعاهم تركيا ينشرون الفوضى في سورية، لافتاً إلى أنّ أنقرة أرسلت ألاف المتطرفين الذين جندتهم تحت اسم "الجيش الوطني السوري" للقتال في سورية وتستخدمهم كوقود لمحاربة الأكراد.

وأضاف الكاتب أنّ بعض الصور أظهرت عناصر من "الجيش الوطني السوري" في تل أبيض، وهم يرسمون صوراً ولوحات على منازل تعود لأرمن ومسيحيين سريان، بزعم أنّها بيوت لهم، تماماً كما فعل داعش في الموصل عام 2014.

ولفت الكاتب إلى أّنّه وفقاً لأشرطة مصوّرة انتشرت على الانترنت، تحوّلت وحدات من هؤلاء المقاتلين إلى عصابات سلب ومهاجمة مدنيين، كما أظهرت الفيديوهات رجالاً يلوّحون بسيوف ويردّدون أناشيد عن "قتل الكفار"، وهو الشعار الذي استخدمه داعش.

وأضاف الكاتب أنّ الناشطين الأكراد يتساءلون عن السبب الذي يجعل الناتو يقف خلف متطرفين لا تختلف شعاراتهم عن شعارات داعش. ولفت الكاتب إلى شريط مصوّر نُشر في 21 تشرين الأول الماضي لتنظيم "جيش الإسلام"، المندرج في "الجيش الوطني السوري"، وهو يطالب أعضاءه بمعاملة غير المسلمين باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية في المناطق التي غزوها، وإجبارهم على دفع ضرائب وفق قوانين دينية تمييزية.

في سياق متصل ذكر الخبير الاقتصادي اليساري التركي ألب ألتينورس في صحيفة الزمان التركية إلى أنّه، لم يستبعد أن تكون الحكومة التركية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان تمول مقاتلي ما يسمى بـ"الجيش السوري الحر" من ميزانية الدولة.

وانتقد زيادة مخصصات ميزانية رئاسة الجمهورية إلى 3 مليارات ليرة مع فرض تعتيم على جهات وبنود إنفاقها، متسائلاً هل هذه الميزانية ستكون حلاً للأزمة الاقتصادية؟ هل ستكون حلاً للبطالة، والأزمات المتفاقمة في نظامي التعليم والصحة؟  وأوضح أنّه في الحقيقة نلاحظ أنّ الزيادة في مخصصات التعليم والصحة بسيطة، ولا تتضمن زيادة حقيقية كما حدث في ميزانية الحرب.

وحذر ألتينورس من أنّ هذه الزيادة قد تكون إشارة لزيادة الحروب التي ستدخلها تركيا خلال العام المقبل والأعوام التالية. وأكّد أنّ ميزانية جهاز الاستخبارات ارتفعت بنحو الضعف من 1,1 مليار ليرة إلى 2,3 مليار في الميزانية الجديدة كما نلاحظ ارتفاعاً كبيراً للغاية في ميزانية وزارة الدفاع. ولفت إلى توجه الحكومة إلى زيادة مخصصات العاملين في جهاز الاستخبارات، متسائلاً عما إذا كان الجهاز قد قام بتوظيف عاملين جدد أم أنّه يعمل على تمويل التنظيمات المسلحة في سورية المتمثلة في "الجيش الوطني السوري"، بشكل مباشر.

2019-11-11