سورية والأطماع العثمانية


 بقلم: عبد الرحيم أحمد


تؤكد خريطة سورية أن لواء اسكندرون أرض سورية مغتصبة سطت عليها الدولة العثمانية إبان احتلالها للوطن العربي قبل مئة عام تقريباً بتآمر مع المحتل الفرنسي.

اليوم نرى أن الأطماع التركية في سورية لا تقل خطورة عما سبقها من أطماع، فها هي الدولة التركية وتحت عناوين زائفة دخلت محافظة إدلب وريف حلب الشمالي وتعمل على تتريك المناطق التي دخلتها من خلال تتريك أسماء المناطق والطرق والمرافق العامة وفرض العملة التركية والاتصالات… ليس هذا فحسب بل بدأت بإنشاء شبكة طرق تربط المناطق السورية بالمناطق التركية في انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة.‏

كل هذه الإجراءات تسفر بكل وقاحة عن وجه الأطماع التركية، فلو كان هدفها غير الاحتلال فما حاجتها لتتريك الأسماء وفرض تدريس اللغة التركية في المدارس؟ لاشك أنها الأطماع ومحاولة ترسيخ وجودها في المناطق التي احتلتها تحت عنوان «محاربة الإرهاب» ودرء المخاطر عن أمنها القومي.‏

الإجراءات التركية على خطورتها تكشف أيضاً طبيعة الاشخاص الذين حملوا السلاح ضد دولتهم الوطنية وارتضوا أن يكونوا خدماً عند الأتراك، أولئك الذين سيأتي يوم يحاسبهم فيه أبناء سورية على كل فعل تآمروا فيه ضدهم وضد وطنهم.‏

لكن سورية شعباً وجيشاً وقيادة لم تعرف التفريط بالحقوق يوماً ولم تفرط بذرة تراب من أرضها، فالجولان سوري الأرض والشعب، واللواء سوري الأرض والشعب. وسورية لن تقبل باحتلال مهما طال الزمن ومهما تكالبت الدول الاستعمارية لإضعافها، فهي لن تؤثر في انتماء السوريين ولا رابطتهم بوطنهم الأم سورية.‏

وسورية التي لم تتخل عن أرضها السليبة يوماً، سوف تبقيها حية في ذاكرة أبنائها تدرّسها لهم مع حرف الضاد وخرائط الجغرافيا وفي الجامعات، وهو أن اللواء عربي سوري وأن الجولان عربي سوري تؤكده خريطة لا تعترف بسواها من خرائط العالم. وهكذا يؤكد السوريون يومياً كما في الجولان المحتل أن لا بديل عن الهوية السورية التي تشكل مصدر فخر واعتزاز تهون أمامه التضحيات.‏

لقد قُدم لسورية الكثير لكي تتنازل سلماً وحرباً لكنها بقيت على العهد أن الأرض عرض، لا تخلٍ عنها ولا تفريط، وكما استطاعت سورية أن تهزم الإرهاب ورعاته وأن تفكك أهدافه سيأتي اليوم الذي يلتقي فيه أبناء اللواء السليب مع أبناء الجولان المحتل رغماً عن أطماع العثمانية الجديدة والصهيونية، ورغماً عن المتآمرين على أبناء الوطن.‏

2018-10-31