“رسالة سورية”- الثورة

 

بقلم.. أحمد ضوا
ينفذ الجيش العربي السوري خططه لفرض سلطة القانون والدولة على كامل التراب السوري وفق تكتيكات عسكرية تأخذ بعين الاعتبار الأولويات وفي مقدمتها حماية المواطنين السوريين و وقف نزيف دمائهم.

وفي هذا السياق واستجابة لنداء الأهالي، جاء دخول وحدات من الجيش إلى مدينة منبج السورية لتعود إلى ممارسة الحياة الطبيعية، ويعم الأمن والاستقرار فيها بعد سنوات من المعاناة من الإرهاب والتدخلات الخارجية التركية والأميركية.‏‏

ما أعلنه الجيش السوري في بيانه حول دخول وحداته إلى إدلب وخاصة تضافر جهود أبناء الوطن في صون السيادة الوطنية هو رسالة واضحة إلى كل التشكيلات المسلحة غير القانونية المنتشرة شمال شرق سورية لنزع ذريعة العدوان التركي، الأمر الذي يجنب الأهالي المزيد من المعاناة وفي نفس الوقت يسهم في تقصير أمد الحرب الإرهابية على سورية.‏‏

وكذلك الأمر يحمل تأكيد بيان الجيش على الاستمرار بعملياته للقضاء على الإرهاب في كل شبر من سورية رسالة قوية إلى كل الدول التي تتذرع بالإرهاب للتدخل في الشأن السوري دون إذن من الحكومة السورية، إن هذه المهمة هي من شأن الدولة السورية، وإن المطلوب من الدول التي تعبر عن قلقها من خطر الإرهاب أن تسهم بذلك وفق القانون الدولي وأن توقف دخول الإرهابيين من أراضيها إلى الداخل السوري.‏‏

من المهم جداً أن تفهم القوى السياسية التي تعول على الخارج لتحقيق أوهامها على الحدود السورية التركية والتشكيلات المسلحة غير القانونية هناك، التطورات الجديدة في تلك المنطقة وتعيد حساباتها جيداً لتصب في مسار الدولة الهادف إلى صون وحدة التراب السوري، وعدم التعويل على أي وعود جوفاء من تحالف واشنطن أو غيره.‏‏

إن الأقدام اليوم على الخطوات التي تحفظ وحدة واستقلال سورية من جميع القوى في المنطقة الشمالية الشرقية له الأثر والوقع الكبير في نزع حجج الدول التي تستغل هذا الواقع للتدخل في الشأن الداخلي السوري، والاستمرار بالتعويل على الخارج لتحقيق أوهام سياسية، لن يجد نفعاً ويفقد صاحبه فرصة المساهمة في حماية التراب والسيادة السورية ونيل شرف هذا الهدف الوطني.‏‏

لا شك أن مغادرة التشكيلات المسلحة غير القانونية لمدينة منبج، وبغض النظر عن الدوافع و المبررات التي ساقتها وهي تجنيب المدينة عدواناً تركياً يعد أمراً إيجابياً يجب الانطلاق منه لإعادة الأمن والاستقرار على كامل المنطقة الشمالية الشرقية، التي تحاول تركيا الاستمرار بالعبث فيها بحجة مكافحة الإرهاب كما فعلت في مدينة عفرين.‏‏

مع الأسف لا تزال واشنطن رغم إعلان الرئيس الأميركي ترامب سحب قواته المحتلة لمناطق في شرق سورية تحاول إغراء التشكيلات الكردية المسلحة على الاستمرار بالتعويل على الولايات المتحدة، و تصب دعوة عدد من عناصر إدارة ترامب لإبقاء السلاح الأميركي بيد هذه التشكيلات في سياق ذلك، وهدفه الوحيد التدخل في الشأن السوري وليس تحقيق أحلام الواهمين.‏‏

إن الدولة السورية ماضية في فرض سلطة القانون على كامل التراب السوري، و تفضل نهج المصالحة المحلية على الخيارات الأخرى، ومن تبقى لديه أية أوهام في ظل التطورات الجديدة فيجب عليه أن يفكر ملياً بعواقب تحكم أوهامه بسلوكه الوطني.‏‏

 

2018-12-31