حين يسلب رعاة الإرهاب المواثيق الأممية.. صكوك البراءة تحت الطلب


بقلم: ديب علي حسن

كم من أكاذيب عاشتها البشرية منذ ان بدات المتاجرة بما سمي مواثيق ومعاهدات، كانت الامم المتحدة منصتها التي أعدتها وتعهدت برعايتها لتكون ميثاق شـرف وعمل يجمع بين شعوب الأرض وفي الجعبة مئات المواثيق والمعاهدات التي يمكن أن تعد، ولا يصل المرء إلى نهاية ما في القائمة، ولكن أكثرها حضوراً منفراً، ما سمي حقوق الإنسان الميثاق الذي كان من المفترض أن العالم احتفى به أمس، حيث مرت ذكرى توقيعه، ولكن ما بين التوقيع الذي كان عام 1948م واليوم ثمة مسافات من الخذلان التي لايمكن لأي عاقل على وجه الارض أن يغفلها, وهي لا تسقط بالتقادم، ولايمحوها أي حدث مهما كان.‏

المشهد واضح وبيّن وصريح، تجار البيت الأبيض لا تزدهر عقاراتهم الموزعة على أصقاع الارض كافة إلا بانتهاك هذه المواثيق، من قرارات ترامب حول القدس، إلى إنكاره حق العودة على الشعب الفلسطيني، الى ما يمارسه من طغيان بالتنصل من المعاهدات الدولية التي هي بالاصل لا تحترم كثيرا من قبل الإدارة الاميركية لكنها كانت على الأقل تشكل نواة لشيء ما.‏

وفي الممارسات الكثير الذي يظهر الكنه الحقيقي لدعاة ما يسمى الحرية والديمقراطية وغيرها من المصطلحات التي يتاجرون بها، ومن على منصة الامم المتحدة وباسمها، فباسم الحرية دمروا دول المنطقة، واشعلوا مئات الحروب والمنازعات، ومضوا نحو المزيد من الحروب, من العراق إلى ليبيا، إلى ما اشعلوه في سورية من خلال قطعان الإرهاب التي استقدموها من أصقاع العالم كافة، إلى الحالة التي لايمكن أن يقبلها ضمير إنسان في اليمن والمجاعات والتدمير الممنهج لكل ما هو إنساني.‏

ناهيك عما تمارسه أدوات تاجر العقارات في الكثير من مناطق العالم، ومخيم الركبان للنازحين السوريين خير دليل على ما يمارسه هؤلاء الرعاة،وقد حملت المنظمات الدولية قوات الاحتلال الأميركي المسؤولية عن ذلك، وفي قائمة توزيعه (راعي الإرهاب) لصكوك الغفران عن كل ما يمارسونه، تزداد ممارسات من ممالك الخليج إلى الكيان الصهيوني،وصولا إلى اردوغان الذي لم يترك وسيلة إلا وجربها في دعم التنظيمات الإرهابية، وبعد يبقى السؤال: وهل حقا ثمة حقوق إنسان؟‏

 

2018-12-11