الجولان الهوية

بقلم: عبد الرحيم أحمد

في كل يوم يجدد أهلنا في الجولان السوري المحتل تأكيد انتمائهم الوطني المتأصل وتمسكهم بالهوية السورية رغماً عن ممارسات الاحتلال وبطشه ومحاولاته المحمومة لفرض واقع جديد يرفضه تراب الجولان كما أهله الشجعان.

إصرار كيان الاحتلال الغاصب على فرض «الهوية الإسرائيلية» في الجولان المحتل منذ عام 1967 يقابله إصرار أكبر من أهالي الجولان السوريين على الرفض المطلق لهوية احتلال مجرم وغاصب. وما كان قبل خمسين عاماً ونيف في الجولان من هوية عربية سورية هو قائم اليوم، والمقاومة التي حملها أبناء الجولان آنذاك يحملها شباب وأطفال الجولان حليباً رضعوه من الأمهات الأبطال.‏

شريان الحياة وحبل السرة الذي يغذي الجولان المحتل ويحافظ على التواصل مع الوطن الأم حاولت قطعان الإرهاب التكفيري بالتعاون والتنسيق مع المحتل الإسرائيلي قطعه لفترة من الزمن عندما سيطرت المجاميع الإرهابية على الشريط مع الجولان المحتل، ورغم ذلك لم يكن يمر يومٌ دون أن تخرج مسيرة أو اعتصام لدعم صمود الوطن في وجه الإرهاب.‏

جيشنا البطل لم يتأخر ليعيد وصل ما انقطع، وطهر المنطقة المحاذية للجولان من رجس الإرهاب وتمت إعادة فتح شريان الحياة والتواصل مع الجولان ليعود أبناء الجولان يزورون وطنهم ويبيعون منتجاتهم لأشقائهم متحدّين كل ظروف الاحتلال وممارساته القمعية من اعتقال وسجن وتعذيب.‏

اليوم يعيد أهلنا في الجون المحتل إلى الأذهان ذكرى الإضراب العام في عام 1982 ومشاهد العزة والعنفوان التي سجلها التاريخ لأبناء الجولان في وجه المحتل وجنوده وحرق الهوية «الإسرائيلية»، اليوم يقوم أبناء الجولان بحرق بطاقات الترشح التي يحاول الاحتلال فرضها عليهم وخرجوا إلى الساحات معلنين أن لا شرعية ولا قبول بأي إجراءات إسرائيلية على تراب الجولان.‏

سلطات الاحتلال تحاول فرض أي شكل من أشكال الإدارة التي تربط الجولان بكيان الاحتلال، فمرة تحت فرض الهوية وأخرى تحت مسمى «انتخابات مجالس محلية»، وجميعها تواجَه بالرفض المطلق من أهلنا، متمسكين بهويتهم العربية السورية، فهي ليست موضع اختبار أو ابتزاز، هكذا أكدوا قبل خمسين عاماً وهكذا يؤكدون اليوم.

2018-10-24