من الخاسر في إدلب؟

بقلم: عبد الرحيم أحمد

بدأت التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب، وعلى رأسها "جبهة النصرة" إخلاء السلاح الثقيل من المنطقة منزوعة السلاح تنفيذاً لاتفاق سوتشي، فالأدوات لا تملك سوى تنفيذ أوامر مشغليها الأمر الذي يكشف حجم التأثير الذي يمتلكه النظام التركي على تلك التنظيمات ومدى ارتباطها به.

وليس غريباً أن ينجح تطبيق اتفاق إدلب، فتركيا قادرةٌ على تنفيذ ما تعهدت به في سوتشي وإلا لما كانت وقعت، هكذا قال وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، وكل المعطيات تشير إلى أن التنفيذ يسير في الاتجاه الصحيح ولمصلحة الدولة السورية لأنه يحقق لها مكاسب ميدانية ويحقن دماء السوريين.

وكما كانت الغوطة وريف دمشق مدخلاً لدحر الإرهاب من المنطقة الجنوبية فستكون إدلب المدخل لتحرير ما تبقى من المناطق من سيطرة الإرهاب وعودة كامل الجغرافيا السورية تحت العلم الوطني معلنةً انتصار إرادة السوريين وعودة شرايين التواصل في الجسد السوري إلى سابق عهدها.

صحيحٌ أننا لم نصل إلى نهاية الحرب بعد.. وصحيحٌ أنه كلما تقدمنا في طريق الانتصار تكثف الدول المعادية محاولاتها لإطالة أمد الحرب واستنزاف البلد، لكن الصحيح أيضا أن هناك تبدلاً في المناخ الدّولي، والكثير من الدول حتى المعادية منها أيقنت أن سورية منتصرة وتعيد حساباتها على أساس الوضع القادم.

المؤشرات على ذلك كثيرةٌ وما حصل في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الثالثة والسبعين يعكس المزاج الدولي الجديد سواء من حيث حجم اللقاءات التي أدارها وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أو من بعض اللحظات التي التقطتها عدسات المصورين والتي توحي بالكثير.

ليس هذا فحسب بل إن قرار موسكو تزويد الجيش العربي السوري بمنظومات الدفاع الصاروخي المتطور إس 300 يشكل الانعطاف الأبرز دولياً ويشكل كلمة المرور الإجبارية لكل من يريد أن يحلق في سماء سورية، وكلمة المرور هذه لا تمنح سوى للأصدقاء.

الخاسر في إدلب هي التنظيمات الإرهابية ورعاتها، الخاسر هي الدول التي راهنت على تفكيك الجسد السوري وتقطيع أوصاله، والرابح هي الدولة السورية والشعب السوري الذي يستعيد أطرافا أيبسها الإرهاب، فكل قطرة دم تحفظ هي لمصلحة سورية، كل شبر يستعاد من دون معركة هو انتصار لسورية وكل مصالحة تتحقق هي انتصار سورية الأكبر.

2018-10-10