18 معادلة غيّرت العالم

بقلم : محمد البيرق

قالوا في إيان ستيوارت مؤلّف كتاب "17 معادلة غيّرت العالم" إنه لم يعتمد في انتقاء معادلاته على شهرتها العلمية، ولا مدى بساطتها أو تعقيدها، ولا حتى تاريخها، بل اختارها لمدى تأثيرها في الحياة البشرية.

ولأنه لم يكن عالم رياضيات فقط، بل كان أكاديمياً حاصلاً على شهادة الدكتوراه في الفلسفة، ومؤلفاً لقصص الخيال العلمي أيضاً، نستطيع تحميل ملفه التعريفي ما هو فوق بلاغة عناوينه، التي كان منها "من يلعب النرد؟"، وإضافة المعادلة الثامنة عشرة كاستعارة تمثيلية يكون فيها اسم العالم وإضافتنا من روائع التعبير الفني الذي سيزيد مؤلفاته بلاغة، خاصة أن اسم معادلتنا الثامنة عشرة التي غيّرت العالم ستكون سورية، سورية المعادلة الصعبة التي تفوّقت على نظرية التفاضل والتكامل وقانون الجاذبية ونسبية آينشتاين التي بنيت عليها فكرة القنبلة الذرية.

كل تلك المعادلات ستتهاوى أمام صمود وانتصار الدولة السورية مادام ستيورات لم يعتمد فيها على أهميتها العلمية بمقدار نظرته الفلسفية ومدى تأثيرها في الحياة البشرية.

لذلك فإن سورية، التي أسقطت كل الرهانات والمخططات الاستعمارية -إذ لم تستطع "تحويلات فوربيه"، وانحرافات الدول العدوانية، ولا حتى معادلات "ستوكس"، التي تعدّ أهم معادلة مستخدمة في تطبيق حركة الطائرات، الصمود أمام خوارزميات الجيش العربي السوري وحلفائه- يحق لها أن تكون المعادلة الثامنة عشرة بامتياز، حتى مع تحرّكات "الترويكا" المهزومة "أميركا- تركيا- السعودية" والتي ليست سوى لدغات أخيرة لرأس أفعى باتت شبه ميتة في ميدان الحرب على سورية، حيث "داعش" بات ورقة محروقة، وقرارنا بالحسم يطبّق عملياً بالقضاء على البؤر الإرهابية، ممثلة بتنظيم "جبهة النصرة وأخواته" التي تفقد الموقع بعد الآخر من مواقعها، في حين يواصل الجيش العربي السوري تنقّلاته الرابحة في شمال حماة وريف إدلب، والتي أثمرت تحرير عشرات البلدات والقرى، ويثّبت وجوده في ريف حلب الجنوبي الموازي لإدلب في خطوة تعزيز لإنجازاته الميدانية التي تنبئ بقرب تخطّي سورية دائرة الخطر إلى برّ الأمان حيث (تراخيص المشاع) العدوانية لن تكون إلا "محفوظة الحقوق" للسيادة السورية، وقواعد الاشتباك الآنية المدعومة من الخارج، والتي أفرزت بعض الاستهدافات لابد أنها ستكون قابلة للمراجعة، وخاضعة لظروف وتطورات أحداث، الرابح فيها هو من يفرض الشروط أخيراً، وأياً كانت طبيعة ونوعية التصعيدات التي تحاول الدول المشاركة في الحرب على سورية من خلالها الركض لاهثة لتحقيق أي إنجاز حتى لو كان صغيراً لتعوّل عليه خساراتها الكبرى، فإنها ستقوم في النهاية بخطوات استدارة إلى الخلف بمقدار 180 درجة، حيث ستتحول الحرب الإرهابية على سورية إلى فرصة للقضاء على الإرهاب وداعميه، وستكون سورية الكلمة المفتاحية على الطاولات الأممية ما بين "سوتشي" و"جنيف" رغم كل المجاهيل المعلومة المصدر، والتي تسعى فيها "الترويكا" العدوانية لحجز مقاعد ما بعد النصر بخطوات انتهازية لا تستطيع التخلي فيها عن الظهور بوجهها الحقيقي، حيث هي حاضرة أبداً بإنتاج الإرهاب وتقديم الأذى.
 

2018-01-14