في معبر جديدة يابوس الحدودي… استنفار كامل لاستقبال الوافدين السوريين واللبنانيين وتلبية احتياجاتهم
استنفار كامل وجهوزية عالية تشمل الجهات الحكومية والفرق الطبية والإغاثية والفعاليات المجتمعية كافة لاستقبال الوافدين السوريين واللبنانيين الذين قدموا من لبنان الشقيق عبر معبر جديدة يابوس الحدودي بعد ‏غارات وقصف العدو الإسرائيلي الفاشي الذي يستهدف الأراضي اللبنانية.

وعبر عدد من الوافدين عن عميق ‏شكرهم وامتنانهم للحكومة السورية على التسهيلات الكثيرة، وتبسيط الإجراءات والخدمات المتنوعة التي تلقوها سواء في قطاعات النقل أو الصحة أو “الهجرة والجوازات” أو الجمارك ‏وغيرها، حيث أوضحت إيمان الخليل من درعا، وهي أم لشهيد ومقيمة في لبنان منذ عام 2012، وهربت إليه مع عائلتها جراء ظروف الحرب التي شنت على سورية، أنها عائدة اليوم إلى وطنها خوفاً على أولادها ونفسها.

وأشارت الخليل إلى أنهم تلقوا كل الاهتمام والرعاية من الطواقم الطبية والإغاثية على الجانب السوري، مضيفة: “تم تقديم المساعدة لنا من الهلال الأحمر العربي السوري وجرى نقل أمتعتنا، حيث كنا متعبين جداً ولا نحمل معنا سوى الحقائب الشخصية”، معربة عن أملها بعودة سورية إلى ما كانت عليه قبل الحرب وعودة أبنائها المهجرين إليها.

كما أفاد محمد أحمد من الجنسية اللبنانية أنه قدم إلى سورية هرباً من الغارات الإسرائيلية وخوفاً على حياة أولاده، وقال: “تم تقديم التسهيلات والخدمات لنا من خلال الهلال الأحمر العربي السوري والحكومة السورية، وكان هناك اهتمام كبير بنا حتى أنه تمت تلبية احتياجاتنا الصحية والغذائية من أدوية وطعام وشراب وغيره”.

محمد إبراهيم وافد سوري أشار إلى أن الخدمات جيدة، وكانت هناك تسهيلات لمساعدتهم على تجاوز الطريق الدولي الواصل إلى معبر المصنع المقابل لمعبر جديدة يابوس على الحدود السورية اللبنانية، والذي استهدفه طيران العدو الإسرائيلي بعدد من الصواريخ ما أدى إلى انقطاعه وتوقف حركة السيارات عليه، وقال: “هربنا من القصف الصهيوني، ونحن عائدون إلى بلدنا الذي لم يغلق أبوابه يوماً في وجه أي وافد أو مهجر إليه”.

أما آية وافدة سورية مقيمة في لبنان فأوضحت أنها هربت من الحرب الظالمة التي شنت على سورية منذ 9 سنوات، ووجدت نفسها اليوم مضطرة مرة أخرى للهروب من الحرب الإسرائيلية خوفاً على عائلتها، منوهة بالمساعدات التي تلقتها على الجانب السوري ولا سيما الصحية منها، إضافة إلى العناية والاهتمام من كل الفرق المتواجدة في المعبر، مؤكدة أنه لا يوجد مثل وطنها الأم سورية.

قاسم المصري وافد سوري مع عائلته بين أنهم هربوا من الحرب والدمار في لبنان، وتلقوا الخدمات من الفرق الإغاثية، وتمت مساعدتهم بالحصول على الماء والطعام والنقل المجاني، بينما أشار وائل وهو سوري مقيم في لبنان منذ 6 سنوات إلى أن ظروف الحرب القاسية أجبرته على الهرب إلى لبنان، والآن فقد كل ما يملك وعاد إلى سورية للحفاظ على حياة أبنائه الثلاثة، حيث تم تقديم المساعدة لهم ونقلهم إلى المعبر، وسيتم إيصالهم بشكل مجاني إلى دمشق.

من جهتها أشارت فتون وافدة سورية، وهي أم لطفلين وحامل إلى أن الأوضاع في لبنان أصبحت مأساوية نتيجة العدوان الإسرائيلي ولذلك هربت وقدمت إلى سورية، حيث وجدت تسهيلات وخدمات كبيرة، وتم تقديم الطعام لأطفالها، وتلقت الفحص الطبي اللازم لحالتها وتزويدها بالأدوية والفيتامينات.

وفي الحافلة التي تقل الوافدين إلى دمشق بشكل مجاني تحدث وسام وافد سوري، إلى سانا، وهو مقيم في لبنان منذ عام 2011، حول رحلة هروبه من العدوان الإسرائيلي عن الخدمات على الحدود السورية والتي وصفها بالرائعة، وقال: “تلقينا تسهيلات في عملية تختيم الجوازات ونقل الأمتعة والتوصيل إلى دمشق”، مشيداً بغيرة السوريين ونخوتهم في مساندة أي محتاج يصل إلى بلدهم.

الدكتور قصي رمان مشرف الفريق الطبي الموفد من جمعية تنظيم الأسرة، أكد أن فريقه سارع إلى مركز جديدة يابوس الحدودي لتقديم الخدمات الطبية، حيث يتواجد ضمن الفريق أطباء داخلية وأطفال ونسائية، إضافة إلى اختصاصيين بالتغذية والدعم النفسي، حيث بدأت الاستجابة منذ اليوم الأول لتوافد السوريين والأشقاء اللبنانيين.

وبين رمان أن فريق الجمعية متواجد بشكل يومي، ويواصل تقديم الخدمات بدعم من برنامج الغذاء العالمي ومنظمة اليونسيف، وقال: إننا “نقدم بشكل وسطي يومياً خدمات لنحو 100 امرأة و250 طفلاً، و150 حالة طبية داخلية، واستشارات تغذية لنحو 500 شخص، وكل الخدمات مجانية بالكامل من تشخيص وعلاج وأدوية، إضافة إلى تصوير الإيكو، كما نوزع حقائب للسيدات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 14 و45 عاماً، مجهزة بكل الاحتياجات التي يمكن أن تستخدمها السيدة في سفرها الطويل، والذي غالباً ما يكون شاقاً عليها بمعزل عن هذه الحقيبة”.


سانا
2024-10-15