نجاح كبير سجلته المقاومة اللبنانية في اختراق دفاعات العدو الإسرائيلي والوصول ليس إلى معسكر لواء غولاني فحسب، بل إلى غرفة إطعامه، بمسيرة تركت أعداداً كبيرة بين قتيل ومصاب.
هجوم مسيرات المقاومة على منطقة “بنيامينا” جنوب حيفا جاء في توقيت محسوب مسبقاً وبطريقة عجزت عن رصدها أحدث المعدات الأمريكية والإسرائيلية، حيث اعترف قادة الاحتلال أن الوضع صعب ومؤلم.
مسيرات المقاومة تزامنت مع صليات صاروخية، أشغلت رادارات العدو، وأحدثت ثغرات في منظومة الاعتراض الجوية لدى العدو.
ومن داخل معسكر “غولاني” اعترف وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت بصعوبة المواجهة مع المقاومة، وقال سنعمل على تطوير حلول للتعامل مع تلك المسيرات، فيما رد رئيس أركانه هرتسي هاليفي واصفاً ما حصل بأنه “صعب والنتائج مؤلمة.
صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” كشفت أن طائرات ومروحيات العدو طاردت المسيرات لكنها اختفت من على الرادار وفقد أثرها، لأنها كانت تحلق على مسافة قريبة جداً من الأرض، مبينة أنه لم يتم إطلاق صفارات الإنذار لأنه كان من المفترض أن المسيرات تحطمت أو تم اعتراضها بمجرد اختفائها عن الرادار.
موقع “واينت” الإسرائيلي أوضح من جهته أن المسيرة من طراز “صياد 107” إيرانية الصنع ويمكن برمجة مسارها بحيث يغير الارتفاع والاتجاه بشكل متكرر ما يجعل من الصعب اكتشافه وتتبعه، وأن مدى المسيرة الصغيرة يصل إلى 100 كيلومتر.
الموقع الإسرائيلي ذهب إلى أكثر من ذلك، فأشار إلى تعطيل أنظمة الكشف الخاصة بالجيش الإسرائيلي عن طريق وابل مختلط من الصواريخ، طائرتان دون طيار تم إطلاقهما باتجاه الجليل الغربي للتشويش.
المقاومة اللبنانية أكدت السردية وأوضحت أنها أطلقت عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في نهاريا وعكا، بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي والتشويش عليها مع إطلاق أسراب من مسيرات متنوعة بعضها يستخدم للمرة الأولى باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا المحتلتين.
تلك المسيرات تمكنت من اختراق رادارات العدو ولم يتم اكتشافها ووصلت إلى هدفها داخل معسكر اللواء “غولاني”.
المقاومة لفتت في بيانها إلى رهانات العدو بعجز المقاومة بعد جرائمها بحق قادة المقاومة، مؤكدة أن ما حصل بالأمس هو بعض من كثير مما هي قادرة عليه في أي وقت تختاره، وأي مكان تريده، وأن ما شهده جنوب حيفا ما هو إلا اليسير أمام ما ينتظره.