المحاربون القدماء باللاذقية: حرب تشرين التحريرية جزء ثابت ومضيء في ذاكرتنا ووجداننا
شكلت حرب تشرين التحريرية التي خاضها رجال جيشنا العربي السوري في مواجهة العدو الغاصب نقطة تحول تاريخية ومفصلية في المنطقة أعادت للمقاتل العربي ثقته بنفسه وبجيشه وقدرته على تحقيق النصر.

ويستذكر عدد من أبطال جيشنا الباسل الذين كان لهم شرف المشاركة في حرب تشرين التحريرية تلك الملحمة البطولية التي لا تزال في وجدانهم، وأصبحت جزءاً من مخزون ذاكرة كل مقاتل شارك فيها فلم تستطع السنوات أن تمحوها رغم مضي أكثر من نصف قرن.

معركة تحطيم “خط آلون” الذي أنشأه الاحتلال بتحصينات مشددة والوصول لبحيرة طبريا وتحرير مرصد جبل الشيخ ومشاهد سقوط وتحطم طائرات العدو في سماء الوطن.. كل تلك المشاهد المفعمة بالعزة والشموخ يتحدث عنها العميد الركن رياض ساعي أمين سر رابطة المحاربين القدماء في اللاذقية قائلا: “كنت في سلاح الدفاع الجوي وشاركت رفاقي المقاتلين بالعمليات العسكرية البطولية المدروسة بإتقان، واستطعنا بالتعاون مع القوات البرية وسلاح المدفعية إسقاط 93 طائرة في يوم واحد، ودك تحصينات العدو الإسرائيلي بخط آلون في الوقت الذي تمكنت فيه باقي القوات من تحقيق الانتصارات البرية والوصول إلى مشارف بحيرة طبريا وتحرير مرصد جبل الشيخ”.

وأضاف ساعي: “ما ميز حرب تشرين التحضير والتخطيط والعمليات العسكرية المتقنة والتمويه الجيد، وبالتالي كانت محطة جديدة لتاريخ سورية والأمة العربية، أعادت للمقاتل العربي ثقته بنفسه وبقدرته على تحقيق الانتصارات ضد الكيان الصهيوني”.

العميد المتقاعد محمد حسن حشمة يعود بذاكرته لتلك الأيام فيقول: “جيشنا الباسل والجيش المصري حققا في الأيام الأولى انتصاراً ساحقاً على العدو الصهيوني، ودمرا جميع تحصيناته على الجبهتين السورية والمصرية، وكان رفاقي الطيارون ينفذون مهمة قتالية ويعودون إلى المطار لتجهيز طائراتهم لمهام أخرى، وهذا الأمر لا يحدث بأي جيش في العالم حتى أن أحد الطيارين أصيبت طائرته بعد تنفيذ مهمته بنجاح إلا أنه عاد وأسقط طائرة إسرائيلية، بينما كان الطيار الإسرائيلي مربط بالسلاسل كي لا يقفز بالمظلة من طائرته خوفاً”.

بدوره، العقيد المتقاعد بسلاح القوى البرية سمير حسون يقول: “خدمت في القوى البحرية.. إن هذه الذكرى تشعرنا بالفخر والاعتزاز.. وتبقى مجرياتها ونتائجها محفورة بالذاكرة لأن العمليات العسكرية المتقنة والمنفذة بوقت واحد لكل صنوف الأسلحة وبالتنسيق مع الجيش المصري الشقيق مكنت قواتنا من تحرير جزء كبير من الجولان المحتل والوصول إلى بحيرة طبريا.. فتغيرت المعادلة بالمنطقة.. وحررنا جزءاً من الجولان، حيث رفع القائد المؤسس حافظ الأسد علم الوطن فوق سماء القنيطرة”.

العميد المتقاعد نضال إبراهيم محلا رئيس مكتب رابطة المحاربين القدماء بجبلة يقول: “إن حرب تشرين التحريرية هي الحرب العربية الأولى التي حققت نجاحات باهرة.. براً وبحراً وجواً، وحررت إرادة المقاتل العربي آنذاك بعد تحطيم أسطورة جيش العدو الإسرائيلي الذي لا يقهر”، مؤكداً أن “ما يجري اليوم من تصد للمؤامرة الكونية الإرهابية على سورية يندرج في إطار محاولات النيل من إرادة النصر التي تحققت في حرب تشرين.. وأن الجيش العربي السوري وتلاحم شعبنا معه بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد قادر على تحقيق المزيد من الانتصارات حتى تحرير كامل تراب سورية من الاحتلال ورجس الإرهاب”.

وزارة الإعلام - سانا
2024-10-06