دليل المدارس الخضراء… توفير بيئة مدرسية صحية ومستدامة عبر أنشطة صديقة للبيئة
يتضمن دليل المدارس الخضراء الذي أعده المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية بوزارة التربية المعارف والمهارات والمفاهيم والقيم المتعلقة بالمدارس الخضراء وفق مجالات النفايات وقضايا المناخ والطاقة المتجددة وترشيد الاستهلاك والبصمة الكربونية والاستدامة والتكنولوجيا والتشجير.

ويأتي الدليل تحضيراً لإطلاق المشروع الوطني للتعليم الأخضر الذي يعد من المفاهيم الحديثة التي ترتبط بالجانب البيئي والتنمية المستدامة، ويهدف إلى إعداد جيل ضد التغيرات المناخية، وتنمية وتحسين مهاراتهم العقلية والاجتماعية لتوفير بيئة صحية ومستدامة، وتعزيز ممارسة أنشطة صديقة للبيئة.

وفي تصريحات لمراسلة سانا أكدت مديرة المركز الدكتورة ناديا الغزولي أهمية المشروع الوطني للتعليم الأخضر لتحقيق الشراكة المجتمعية والقيام بدور أساسي لتعزيز مفاهيم المحافظة على البيئة والتحول نحو مدارس خضراء، مبينة أن مشروع التعليم الأخضر سيبدأ تجريبياً في مدارس بأربع محافظات، هي دمشق وريفها وحمص واللاذقية.

وقالت الدكتورة الغزولي: إنه تم إعداد دليل أيضاً للأنشطة لتطبيقه في ثلاث أو أربع مدارس في كل محافظة من المحافظات الأربعة بكامل الكادر المدرسي، بهدف معالجة المشكلات التي نعاني منها لأننا متأثرون بشكل كبير بالتغير المناخي، لذلك نحن بحاجة إلى حل هذه المشاكل.

وتابعت الدكتورة الغزولي: إنه سيتم إطلاق المشروع في نهاية العام الدراسي الجاري بعد وضع خطة لتعميم المشروع بشكل تدريجي على جميع المدارس على مدى الثلاث سنوات للوصول إلى تحول 80 بالمئة من مدارسنا لمدارس خضراء بحلول عام 2030، مبينة أن لجنة إعداد الدليل من كوادر المركز “منسقي المواد وقسم البحوث والدراسات وأعضاء وحدات علمية إضافة إلى ممثل عن منظمة رياديو المناخ السوريون”.

بدورها تحدثت رئيسة دائرة البحوث في المركز روعة الحسواني عن دليل المشروع الوطني للتعليم الأخضر الذي يتضمن معايير ومؤشرات أداء تم إعدادها بالتعاون مع جهات أكاديمية وممثلي وزارتي الزراعة والإصلاح الزراعي والإدارة المحلية والبيئة، إضافة إلى أنشطة تعزز الوعي البيئي لدى الطلاب في المدارس.

 ترشيد الاستهلاك
ويتم ترشيد الاستهلاك وفق الحسواني عن طريق حماية المياه والتربة والنبات والحيوان واستخدامها بالشكل الأمثل للحفاظ على التوازن البيئي، إضافة إلى ترشيد استهلاك الغذاء بتجنب هدر الطعام، واتباع سلوكات مستدامة عبر تقديم نماذج ومبادرات مبتكرة لتجنب هدر الموارد غير المتجددة.

البصمة الكربونية
بينما تعتمد البصمة الكربونية بحسب الحسواني على تعريف الطالب بها وطرق التقليل منها عبر توعية الطالب من خلال أنشطة يمارسها لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات للوصول إلى الحياد الكربوني الصفري.

الطاقة المتجددة
ومن لجنة الإعداد أشارت سماهر ديوب إلى أهمية تعليم الطلاب طرق الاستفادة من الموارد الطبيعية مثل الرياح والمياه وضوء الشمس بوصفها طاقات صديقة للبيئة، ونشر الوعي لديهم حول مفهوم الطاقة الخضراء واستخداماتها.

التكنولوجيا والاستدامة
وتحدثت رهف الغزي من لجنة الإعداد عن دور التكنولوجيا في تعزيز الوعي البيئي وخدمة قضايا البيئة والتنمية المستدامة، وكيفية جعل الطالب قادراً على تطبيق السلوكات البيئية المستدامة مستفيداً من التكنولوجيا، كتلخيص المشاكل البيئية للمتعلم عبر مقطع فيديو توعوي، أو عرض أهداف التنمية المستدامة بواسطة مسرح الظل والعروض التقديمية.

التغير المناخي
منسق مادة التربية الزراعية المهندس منذر الخضر وعضو لجنة الإعداد بين أن محور التغير المناخي يعرف الطلاب بأقسامه وعناصره والاحتباس الحراري وتأثيره والبصمة الكربونية عبر إعداد أنشطة توضيحية تعمل على تكوين الوعي البيئي عند المتعلمين.

إدارة النفايات
منسق مادة علم الأحياء مروان الخالد وعضو لجنة الإعداد أوضح أن إدارة النفايات تتم على ثلاثة محاور وهي “إدارة النفايات والاستدامة والنفايات البحرية” عبر عدة أنشطة تستهدف المتعلم للوصول إلى بيئة نظيفة ومدارس خضراء.

التشجير
ولفتت تغريد الأزروني عضو لجنة الإعداد إلى ضرورة نشر ثقافة التشجير والحفاظ على البيئة لتصبح ثقافةً مجتمعيةً وسلوكاً تلقائياً، وتعريف الطلاب بأهمية الغطاء النباتي والاستفادة منه وزيادته عبر أنشطة ومبادرات للتشجير تبدأ من تأسيس الأرض والعناية بالتربة وتسميدها وصولاً إلى زراعتها وبالتالي زيادة المساحات الخضراء.
2024-11-12