قطع شريان حياة لا يمكن الاستغناء عنه للشعب الفلسطيني، هو ما يعنيه حظر الاحتلال الإسرائيلي عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، الذي قوبل برفض دولي وأممي واسع، بسبب حرمانه الشعب الفلسطيني من الحصول على المساعدات الإنسانية، في خطوة خطيرة يهدف الاحتلال منها إلى تصفية قضية اللاجئين وحقهم في العودة والتعويض وفق ما نص عليه القرار الأممي 194.
الأونروا تخدم 7 ملايين لاجئ فلسطيني
الوكالة أنشئت وفق القرار الأممي رقم 302 الصادر في كانون الأول عام 1949، وتقدم خدماتها الإغاثية والصحية والتعليمية لأكثر من 7 ملايين لاجئ في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي دول الشتات، وبلغ عدد الطلاب المسجلين في مدارسها ما يزيد على 650 ألفاً، كما يتبع للوكالة 140
مركزاً للرعاية الصحية الأولية، وتستقبل سنوياً أكثر من 7 ملايين حالة مرضية، وبرز دورها بشكل كبير خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من عام.
الرئاسة الفلسطينية: الهدف تصفية قضية اللاجئين وحق العودة
الرئاسة الفلسطينية أدانت على لسان المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة حظر الاحتلال عمل الأونروا، مؤكدة أن القرار مخالف للقانون الدولي، ويشكل تحدياً لقرارات الأمم المتحدة التي تمثل الشرعية الدولية.
وأوضح أبو ردينة أن هذا القرار ليس فقط ضد اللاجئين بل ضد الأمم المتحدة والعالم الذي أنشأ وكالة الأونروا، مشيراً إلى أن الاحتلال يهدف من إجرائه إلى تصفية قضية اللاجئين وحقهم في العودة والتعويض، وهو ما لن يسمح به الشعب الفلسطيني.
الخارجية الفلسطينية: ضرورة محاسبة “إسرائيل” وحماية المؤسسات الأممية
الخارجية الفلسطينية من جهتها شددت على أن حظر الاحتلال عمل “الأونروا” عدوان على الشعب الفلسطيني وخاصة اللاجئين، واعتداء أيضاً على الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، معربة عن أملها بتحويل الرفض الدولي الواسع إلى إجراءات لمحاسبة “إسرائيل” وحماية المؤسسات الأممية.
حماس: الحظر جزء من العدوان على الشعب الفلسطيني
حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” اعتبرت الخطوة الإسرائيلية جزءاً من الحرب والعدوان على الشعب الفلسطيني لتصفية قضيته، وحق اللاجئين في العودة، ما يتطلب من المجتمع الدولي والأمم المتحدة اتخاذ مواقف حازمة ضد الكيان الصهيوني، وتقديم الدعم للأونروا بما يضمن استمرار عملها في إغاثة الفلسطينيين، وخصوصاً في ظل الإبادة الصهيونية الحالية في قطاع غزة.
الجهاد الإسلامي: إمعان في الإبادة والإجرام الصهيوني
بدورها لفتت حركة الجهاد الإسلامي إلى أن حظر الاحتلال للأونروا “إمعان في حرب الإبادة والسياسات الإجرامية التي ينتهجها بحق الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده”، معربة عن استغرابها واستهجانها لعدم طرد الكيان الصهيوني من الأمم المتحدة ومؤسساتها كافة، بعد كل الانتهاكات الفاضحة لكل مواثيقها واستهزائه بقرارتها وإهانته المستمرة لمؤسساتها بما في ذلك أمينها العام.
سورية: تقويض للحقوق الفلسطينية وخاصة حق العودة
وأدانت سورية إجراء الاحتلال غير الشرعي الذي يهدف إلى تقويض المزيد من الحقوق الفلسطينية ولا سيما حق العودة، وإلى فرض سياسة عقاب جماعي ضد الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع استمرار جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتهجير القسري التي يرتكبها الكيان الصهيوني في كل يوم بحق الفلسطينيين على مرأى العالم أجمع.
سورية: استمرار الأونروا بممارسة دورها الإنساني المهم
وحذرت سورية من العواقب الكارثية الناجمة عن حجب الإغاثة الإنسانية عن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، واستخدامها أداة حرب ضدهم في انتهاك خطير آخر لحقوقهم وللقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مطالبة بدعم استمرار عمل وكالة الأونروا وممارستها لدورها الإنساني المهم في تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني.
غوتيريش: لا بديل للأونروا ولا غنى عنها
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد أنه لا يوجد بديل للأونروا وأنه لا غنى عنها، محذراً من أن منع “الأونروا” من مواصلة تنفيذ عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة سيحمل عواقب مدمرة على اللاجئين الفلسطينيين وهو أمر غير مقبول.
وطالب غوتيريش الكيان الإسرائيلي بالعمل وفق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مشيراً إلى أنه ليس بإمكان القرارات التي يصدرها الكيان أن تبدل وتغير من هذه الالتزامات.
لازاريني: تصعيد تاريخي وسابقة خطيرة
بدوره اعتبر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أن منع أنشطة الوكالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة يمثل تصعيداً تاريخياً غير مسبوق ويشكل سابقةً خطيرةً، ويعارض ميثاق الأمم المتحدة وينتهك التزامات “إسرائيل “بموجب القانون الدولي.
وأوضح لازاريني أن هذا الإجراء هو الأحدث في الحملة المستمرة لتشويه سمعة الأونروا، ونزع الشرعية عن دورها في تقديم المساعدات والخدمات التنموية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين وسيؤدي إلى تعميق معاناتهم، وخاصة في قطاع غزة الذي يعيش منذ أكثر من عام في جحيم مطلق، وسيحرم أكثر من 650 ألف طفل هناك من التعليم، ما يعرض جيلاً كاملاً من الأطفال للخطر.
الصحة العالمية: عواقب مدمرة لحظر الأونروا
من جهته حذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس من أن حظر الأونروا سيؤدي إلى عواقب مدمرة، وقال: “تم إنشاء الأونروا من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وسيؤدي القرار الإسرائيلي الذي يمنعها من تنفيذ مهامها إلى عواقب مدمرة، إنه أمر غير مقبول ويتناقض مع التزامات وواجبات “إسرائيل”، ويهدد الأشخاص الذين تعتمد حياتهم وصحتهم على هذه المنظمة الدولية”.
وأدانت جامعة الدول العربية إجراء الاحتلال الذي يمثل الحلقة الأحدث في خطة متواصلة يعمل عليها منذ سنوات، للقضاء على دور الوكالة ومحاولة تدمير سمعتها الدولية ومنع تمويلها.
4 دول أوروبية: مواصلة العمل لاستمرارية عمل الأونروا
كما أدانت إسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينيا في بيان مشترك الخطوة الإسرائيلية، معتبرة أنها سابقة خطيرة للغاية لعمل الأمم المتحدة ولجميع منظمات النظام المتعدد الأطراف.
وقالت الدول الأربع: إن الأونروا تتمتع بتفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعملها ضروري ولا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة وخاصة في السياق الحالي في غزة، مؤكدة أنها ستواصل العمل مع الدول المانحة والمضيفة لضمان استمرارية عمل الأونروا ودورها الإنساني.