السفير الضحاك: عدوان كيان الاحتلال على إيران انتهاك للقانون الدولي
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك أن عدوان كيان الاحتلال الإسرائيلي على إيران يؤكد نهجه الإجرامي ضد دول المنطقة وسعيه لإشعالها والزج بها في أتون حرب واسعة النطاق، مجدداً موقف سورية الداعم لحق إيران المشروع في الدفاع عن النفس وحماية أراضيها ومواطنيها.

وفيما يلي النص الكامل للبيان الذي ألقاه السفير الضحاك أمس خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط:

في إطار سعيه المحموم لإشعال المنطقة والزج بها في أتون حربٍ واسعة النطاق، شنَّ كيان الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت الـ 26 من تشرين الأول، اعتداءً على جمهورية إيران الإسلامية؛ استهدف فيه عدة مواقع في ثلاث محافظات إيرانية، ما أسفر عن ارتقاء 4 عسكريين.

إن هذا العدوان الإسرائيلي يمثل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة، ولسيادة إيران وسلامة أراضيها، ويأتي كحلقة جديدة في سلسلةٍ من الاعتداءات الإسرائيلية على إيران، والتي شملت استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق بقصفٍ جوي مطلع نيسان الفائت، واغتيال ضيف رسمي في العاصمة طهران في تموز الماضي.

تدينُ الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي على إيران، والذي يعبر مجدداً عن مدى استهتار كيان الاحتلال بالقوانين الدولية، وإمعانه في نهجه العدواني الإجرامي ضد دول المنطقة وشعوبها.

وتؤيد سورية حق إيران المشروع في الدفاع عن النفس وحماية أراضيها ومواطنيها، وهو الحق الذي يكفله القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في مادته الحادية والخمسين، وتُعرب عن تضامنها القوي ووقوفها إلى جانب إيران في وجه ما تتعرض له من عدوان.

لقد تزامن العدوان الإسرائيلي على إيران مع عدوانٍ إسرائيلي على الأراضي السورية، وذلك بعد أن كثّف كيان الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية من اعتداءاته الآثمة على الأبنية السكنية والأحياء المكتظة بالمدنيين، والمنشآت المدنية، والمعابر الحدودية، والتي أدت إلى استشهاد عشرات المواطنين وجرح غيرهم، وترويع المدنيين الآمنين.

تحذر سورية من أن هذا العدوان الإسرائيلي واسع النطاق، والمنفلت من أي قيود وضوابط، يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وستكون له عواقبه الكارثية على المنطقة وما وراءها.

في هذا الإطار، تدينُ سورية استمرار بعض الدول الغربية بتقديم مليارات الدولارات كدعمٍ مالي لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وتزويده بشتّى صنوف الأسلحة الفتاكة وآلاف الأطنان من القنابل والذخائر التي أدت لإزهاق أرواح عشرات آلاف المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، ودمرت الأحياء السكنية والمدارس والمشافي ومقرات الأمم المتحدة والبنى التحتية والمنشآت الاقتصادية التي تم بناؤها على مدى سنواتٍ طويلة.

كما تدين سورية التصريحات الصادرة عن بعض المسؤولين الغربيين عما يسمونه “حق إسرائيل المزعوم في الدفاع عن النفس” وتؤكد أن مثل هذا الدعم السياسي والعسكري والمالي والإعلامي يجعل من تلك الدول شريكاً لإسرائيل في جرائمها، ويمنح سلطات الاحتلال شعوراً بأنها فوق القانون الدولي، ويشجعها على مواصلة جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وعدوانها الهمجي على لبنان الشقيق، والتمادي في اعتداءاتها على دول المنطقة بما فيها بلادي سورية.

تجدد سورية مطالبتها مجلس الأمن باتخاذ إجراءات فورية لردعِ كيان الاحتلال، ووضع حدٍ لأعماله العدوانية وجرائمه الوحشية التي تهدد السلم والأمن في المنطقة وما وراءها، وتشدد على ضرورة مساءلة مجرمي الحرب الإسرائيليين عن جرائمهم، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

كما تؤكد سورية على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي بما يكفل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية بما فيها الجولان العربي السوري المحتل.
2024-10-29