بختام ورشة عمل حوله.. اختصاصيون يؤكدون أهمية علم الأمراض التشريحي والجزيئي في التشخيص الدقيق لكل الأمراض
أكد المشاركون في ورشة العمل التفاعلية التي أقامتها الرابطة السورية لعلم الأمراض بالتعاون مع دائرة ‏التحكم بالسرطان في وزارة الصحة أهمية علم الأمراض التشريحي الجزيئي في تطوير أساليب الطب الدقيق القائم على أساس جيني ودور هذا العلم في دعم كل الاختصاصات الطبية وخاصة الأورام.

وأشار المشاركون في الورشة التي حملت عنوان  “علم الأمراض التشريحي والجزيئي .. ارتقاء في الممارسة، دقة في التشخيص ، وتحديث في التصنيف  ” إلى أهمية التشريح المرضي من أجل التشخيص الدقيق لكل الأمراض ومنها السرطان، واتباع الطريقة الأفضل لاستخدام الوسائل التشخيصية للمرض والعلاج بوقت وتكلفة أقل، ما يساهم بدفع عجلة الابتكار ‏العلمي والدعم المستمر للبحث والتطوير للحصول على العلاج ‏المناسب والدقيق للسرطان.

الورشة التي اختتمت اليوم في  فندق الداماروز بدمشق شارك فيها 120 طبيباً اختصاصياً في علم الأمراض والأورام، وحاضر فيها الدكتور عصام فرنسيس الأستاذ في كلية الطب بجامعة الكويت،  وبشكل افتراضي الدكتور يحيى شمالي من أمريكا عبر برنامج الزوم، حيث  تمت على مدى ثلاثة أيام مناقشة  عدة مواضيع بمستجدات هذا المجال الطبي وتطوراته على مستوى العالم .

وفي تصريح صحفي بينت الدكتورة لينا أسعد رئيسة دائرة التحكم بالسرطان في الوزارة  وعضو اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان أنه تم خلال الورشة  تبادل المعلومات ومناقشة 30 حالة سريرية  بهدف الاطلاع على أحدث التطورات العالمية في هذا المجال،  منوهة بأن  التشريح المرضي يدعم السجل الوطني للسرطان  ويساعد أطباء التشريح المرضي عند تشخيص أي حالة من الحالات السرطانية، مؤكدة أهمية كود التصنيف الدولي للأورام وإرفاقه مع تقارير التشريح المرضي للمساعدة في تسجيل الحالة المرضية.

بدوره لفت الدكتور عصام فرنسيس الأستاذ في كلية الطب بجامعة الكويت والمختص بعلم الأمراض التشريحي والخلايا إلى أن الورشة  تأتي ضمن  التعليم الطبي المستمر، وليست هي المرة الأولى التي تقام فيها ورشات عمل بسورية،  مؤكداً أهمية ذلك  لكون التشريح المرضي هو أساس العمل الطبي الحديث.

وتحدث الدكتور أحمد درويش اختصاصي تشريح  مرضي من إدارة الخدمات الطبية  في مشفى تشرين  عن أهمية الفعالية للطلاب والاختصاصيين، فالمواضيع التي طرحت تبين كيفية ممارسة الطب بالمستقبل عبر علم الأمراض الجزيئي، ما يعني الانتقال من التلوينات العادية والمناعية  إلى الأساس الجيني لأي آفة ورمية،  وهي معلومات حديثة وسيتم تطبيقها قريباً من أجل التشخيص و معالجة المرضى في هذا المجال .

و أوضح الدكتور محمد نزار عقيل اختصاصي  بالتشريح المرضي أن  الدراسة الجينية تساعد على فهم الآلية المرضية للأورام، وبالتالي معالجة بعض الأمراض بإيجاد مكونات دوائية خاصة بها للسيطرة والقضاء عليها، مشيراً إلى أن الورشة تساعد طلاب الدراسات العليا والاختصاصيين على فهم الآلية المرضية وكيف تتحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا ورمية وتحديد مكوناتها.

وبينت الدكتورة نعمة لبابيدي اختصاصية تشريح مرضي  أن الورشة  قدمت الكثير من المعلومات  الجديدة بما يحدث في العالم من تطورات وإمكانية تطبيقها في هذا  المجال، وكيفية مقاربة دراسة الخزعات تحت المجهر  بشكل أفضل ما يساهم في رفع المستوى التعليمي و الخدمات المقدمة للمرضى وتحديث طريقة التعامل مع الخزعات بشكل أكبر بما يتوافق مع التحديثات في العالم.

و أشار  كل من  الدكتور مضر ربعوني  والدكتورة ريم الحلبي من طلاب  الدراسات العليا بقسم التشريح المرضي في مشفى الأسد الجامعي  بدمشق إلى أن التشريح المرضي من الاختصاصات المهمة للتشخيص الدقيق للمرض ولإعطاء المريض العلاج الصحيح، ولا سيما في الأمراض المستعصية، لافتين إلى أهمية ورشات العمل للاطلاع على ما يطبق على  مستوى العلوم الجينية والجزئية والطريقة الأفضل لاستخدام الوسائل التشخيصية  وتطبيق العلوم الحديثة في ذلك  للوصول إلى تشخيص دقيق بوقت وتكلفة أقل.
2024-10-26