«أغاني الورد» كانت عنوان الأمسية الموسيقية التي أحيتها مساء أمس الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، والتي أقامتها هيئة دار الأسد للثقافة والفنون، وأهدتها باسم العاملين في وزارة الثقافة إلى السيدة الأولى أسماء الأسد، متمنين لها الشفاء العاجل.
الأمسية كانت احتفاءً بالوردة التي تعد أحد الرموز الثقافية السورية، حيث تلاقى عبق الزهور مع نغمات الموسيقا في لوحة فنية جمعت الجمال والأصالة وحالات الحب الإنسانية، وجاء اختيار برنامج الأمسية ليحكي قصة الألحان التي تعبر عن عمق المشاعر وحالاتها من فرح وحزن وشوق وانتظار ووفاء، فكانت المقطوعات الموسيقية بمنزلة جسر يربط بين الموسيقا والمشاعر والطبيعة، فكما أن الورود تحن إلى الأرض والهواء، فإن الموسيقا تحاكي مشاعر الإنسان الملأى بالشغف والحب.
وافتتحت الأمسية بالمقطوعة الموسيقية “ملاك” من تأليف وألحان المايسترو عدنان فتح الله، والتي غدت بمنزلة زهرة متفتحة نثرت عبيرها على مسامع الحضور، وقدمت المغنية ليندا بيطار بصوتها المتمكن أغنيتي “بياع الورد” و”يا بدع الورد”، لتعكس من خلالهما مشاعر الوفاء والاشتياق للمحبوب، وشدت المغنية سناء بركات بأدائها لأغنيتي “يا زهرة في خيالي” و”هالوردة”، لتنسج بحنجرتها أسمى معاني المشاعر الإنسانية وحالات العشق والهيام، وكان للمغني روجيه لحام حضور بصوته الرصين بأداء أغنيتي “يا عاشقة الورد” و”نقيلي أحلى زهرة”، التي تحاكي الانتظار والشوق والحب، وأبدع الفنان نور الدين زيتون في غناء “الورد جميل” و”لزرعلك بستان ورود”، التي تفاعل معها الجمهور لما تختزنه في ذاكرته الحية من إبداع الكلمة واللحن والتراث السوري، وأضفت مشاركة فرقة الكورال لمسة جمالية، حيث أدت أغنيتي “ياسمينة ووردة” للراحل الكبير المايسترو حسام الدين بريمو و”بانوراما الورد” للمبدع سمير كويفاتي ليكون الختام لوحة موسيقية مزدهرة بأنغام الورد وروحه.
وقال المايسترو عدنان فتح الله في تصريح للصحفيين: إن المكتبة الموسيقية العربية زاخرة بالأغاني التي تحاكي العناصر الإنسانية والجمالية، ومنها موضوع الوردة، التي كُتب فيها العديد من الأغاني وبمختلف الأساليب الموسيقية، وأضاف فتح الله: إن التحضيرات للأمسية بدأت من اختيار الأعمال، ومن ثم اختيار المغنين بما يلائم طبيعة صوت المغني مع الأغنية الأصل التي سيتم أداؤها، وهذا كله لتكوّن توليفة متكاملة بين الأغاني.