أقام المركز الثقافي العربي في المزة محاضرة نقدية عن كتاب ثلاث مسرحيات (محاكمة بروميثويس) للأديب سامر خالد منصور والذي يتضمن مواضيع اجتماعية ومعالجة قضايا إنسانية.

الشاعر جمال المصري أشار في المحاضرة إلى بناء النص الفني في الكتاب، مشبهاً إياه بحواري دمشق القديمة الجميلة التي تفاجئ من يسير فيها أنها تفضي فجأة إلى مساحات مفتوحة غاية في الألق، مؤكداً هندسة البناء الدرامي في النصوص لخدمة المعنى، ووجود عبارات وحوارات تفتح فضاءات تأملية.

ولفت المصري إلى أن هذا الصنف من الكتابة المسرحية يسمى المسرح الذهني وفيه عرض منصور قضايا متنوعة من إشارة إلى المخدرات الرقمية وإمكانية تعامل شرائح إلكترونية مع خلايا الذاكرة بشكل مباشر.

وسلط المصري الضوء على قضايا الأطفال كالمعاناة من التعنيف اللفظي والجسدي وصولاً إلى الاتكاء على الأسطورة المخيفة، حيث جعل الكاتب سامر منصور أعداداً مما كان يسمى في الأزمنة الغابرة بآلهة الأولب شخصيات في نصه المسرحي الأول في الكتاب.

ورأى الناقد المصري في هذا المشهد فكرة استسلام العبيد لعبوديتهم وانعدام رغبتهم في مقاومة الظلم، وهذا يساعد على الإمعان في تحولات الإنسان.

واختتمت الندوة بآراء حول الكتاب من قبل القراء الشباب نقتطف منها ما قاله الكاتب الشاب صهيب عجمي الذي رأى أن كثرة الحكايات والتنوع في أزمنة وأمكنة هذه الحكايات قد جعلت الكتاب ماتعاً، كما لفت إلى أن كثرة الشخصيات المُركّبة جعلت الإيقاع الدرامي مرتفعاً والكتاب شائقاً.