علاج الأطفال المصابين بتشوهات بالقلب هذا ما تقوم عليه مبادرة “قلب جديد أمل جديد”، التي أسسها الطبيب السوري المغترب في فرنسا الدكتور عصام قماش اختصاصي واستشاري أمراض القلب عند الأطفال، وذلك انطلاقاً من حرصه على خدمة أبناء وطنه.
المبادرة حسب الطبيب قماش المقيم في فرنسا منذ عام 2005 أطلقها عام 2021، ومازالت مستمرة وهي تعنى بعلاج الأطفال السوريين المصابين بأمراض قلبية، وإجراء عمليات قلب لهم في فرنسا، وأحياناً في سويسرا بشكل مجاني، بالتعاون مع جمعية الإخاء الفرنسية التي تعنى بعلاج الأطفال المصابين بأمراض قلبية، مبيناً أنه استفاد منها حتى الآن نحو أربعين طفلاً.
الطبيب قماش صاحب الخبرة الطبية الواسعة في العمل بعدد من مشافي فرنسا وسويسرا، قال خلال حديثه لمراسل سانا: إن فكرة المبادرة جاءت بعد الاستشارات التي كانت تصله من الأهالي بحكم اختصاصه، موضحاً أنه أطلقها بهدف مساعدتهم لتقديم العلاج والتغلب على الصعوبات التي تعترضهم، فكانت الانطلاقة الأولى مع الطفل غيث حمزة من أبناء قريته الذي سافر بعمر أربعة شهور وخضع لعمل جراحي واستكمل علاجه بعمل جراحي آخر بعد عامين.
والمبادرة كما ذكر الطبيب عصام في حديثه لمراسل سانا خلال تواجده في وطنه الأم، تستهدف الأطفال ممن لديهم حالات قابلة للجراحة وهو المعيار الوحيد الذي تستند إليه، لافتاً إلى وجود تطلعات خلال الفترة القادمة للوصول إلى بعض المحافظات التي ما زال عدد المستفيدين فيها من المبادرة قليلاً.
ونظراً لأهمية المبادرة قامت منارة شهبا المجتمعية التابعة للأمانة السورية للتنمية مؤخراً بتنظيم فعالية اللقاء السنوي الأول للمبادرة في السويداء جمعت عائلات الأطفال من مختلف المحافظات الذين استفادوا من المبادرة وخضعوا لعمليات القلب في فرنسا وسويسرا، خلال السنوات الثلاث الماضية، وتضمنت وفق مدير المنارة فراس ركاب تقديم مجموعة من الأنشطة الترفيهية والهدايا الرمزية للأطفال وذويهم.
ووفقاً لوالدة الطفل عصام الحسين تم اكتشاف مرضه بالقلب بعمر خمسة أشهر وأكد الأطباء حاجته لعمل جراحي لتوسيع التضيق بالشريان وهي عملية مكلفة لكن بعد التعرف على المبادرة والتواصل مع الطبيب قماش كان ابنها من المستفيدين من المبادرة.
وأشار رواد أبو زين الدين إلى أن ابنته ريماس استفادت من المبادرة وهي بعمر الشهر، حيث كانت تحتاج لعمل جراحي معقد نسبة نجاحه ضعيفة، مبيناً أنه بعد التواصل مع الدكتور قماش تمت دراسة حالتها وقبول علاجها في فرنسا، وتكللت عمليتها بالنجاح بعمر السنتين وكانت من أوائل الأطفال المستفيدين من المبادرة التي تحمل جوانب إنسانية كبيرة.
وبين والد الطفلة جوري العميان التي خضعت لعميله قلب في سويسرا أنه بعد تقديم التقارير الطبية اللازمة استفادت ابنته من المبادرة وهي حالياً بحالة صحية جيدة، مثمناً جهود السوريين المغتربين في خدمة بلدهم.
“أكبر فرحة في حياتنا هي إنقاذ حياة طفلنا مقداد القنطار “، هذا ما عبرت عنه أسرته التي وجدت بالمبادرة خيراً للأهالي عبر إعادتها رسم البسمة على وجوههم بعد إجراء عمليات لأطفالهم المرضى، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات لها دور في تعزيز العمل الإنساني الخيري بالمجتمع.
يذكر أن الدكتور عصام قماش من أبناء بلدة الغارية بالسويداء تخرج من كلية الطب البشري في جامعة دمشق عام 1999، ثم حاز شهادات الدراسات العليا في طب الأطفال من جامعة دمشق عام 2003 والبورد العربي في طب الأطفال عام 2004، وهو استشاري في طب الأطفال بعدد من الدول العربية ويحمل شهادة اختصاص في قلب الأطفال في فرنسا، وكان ضمن أول طاقم طبي في فرنسا يقوم بزرع صمام رئوي عند الأطفال دون جراحة عام 2009، وهو عضو لجنة تحكيم في عدد من المجلات الطبية العالمية.