ندوة حول رواية (صاحب الظل القصير) للأديب محمد عامر المارديني في فرع اتحاد الكتاب بدمشق
تضمنت الندوة التي أقامها فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب قراءات لعدد من النقاد والأدباء في رواية “صاحب الظل القصير” للدكتور الأديب محمد عامر المارديني في مختلف ما ذهبت إليه من مواضيع.

وفي تصريح لـ سانا قال الدكتور المارديني: إن تنوع القراءات في الرواية يعني ملامستها لكثير من القضايا الواقعية والإنسانية التي يمر بها الإنسان، مضيفاً: سنسعى دائماً لتسخير عملنا الأدبي ليكون في خدمة مجتمعنا ومواجهة ما يعيق تطوره وتقدمه في كل كتاباتنا.

رئيس فرع الاتحاد الدكتور إبراهيم زعرور الذي افتتح الندوة لفت إلى أهمية ما طرحته الرواية في جمعها بين الواقع والخيال ومواجهتها للواقع بأسلوب صادق.

الأديب أيمن الحسن أدار الندوة وعرف بالمشاركين وما سيطرح كل منهم من رؤى وأفكار ومضامين حول الرواية.

وفي محورها رأت الدكتورة الناقدة لميس داود أن الرواية تنظر من جانبها الواسع ثقافياً وتمجد العلاقات الإنسانية الكريمة التي من شأنها التصدي لاستغلال الإنسان لأخيه الإنسان ورفض الجشع والطمع، إضافة إلى وجود الخلفيات الاجتماعية والسياسية عبر الإسقاطات الفنية.

وأوضحت الدكتورة داود أن الشخصية تعد في الرواية أحد أعمدة الحبكة والعنصر الحاسم في الحكاية، حيث أحسن الكاتب اختيار الشخصيات وتحديدها بالطريقة التي أوردها بالرواية وأهمها البطلة ديمة، مبينة الإسقاطات الفنية على المواضيع والأفكار ولغة الشخصيات ومستواها وأثرها وجمال اللغة الذي توافق مع السرد والموضوع ووصف الشخصيات وما تتسم به من صفات.

وبين الدكتور الناقد عبد الله الشاهر أن الأديب المارديني استطاع في الرواية الإمساك بقارئه منذ بدايتها إلى آخر صفحة، وهذه قدرة فنية في التركيب الروائي، وذلك أن الروائي لم يترك مجالاً للمتلقي غير المتابعة والسبب في ذلك مركزية الحدث وطريقة السرد التي تتطلب التتبع الذي لم يكشف عنه إلا في نهاية الرواية.

وأضاف الدكتور الشاهر: إن الرواية تنتمي من حيث بنيتها الفنية إلى الرواية القصيرة، وهي نوع أدبي يمتاز بطوله المتوسط وتركيزه على فكرة واحدة وهي غالباً ما تكون موجهة لليافعين، والفكرة هنا تركز على بطل محوري واحد تقوم الرواية على أكتافه وبقية الشخصيات ملحقة للبطل، وهذا الأسلوب كتب فيه عدد من الأدباء العرب والأجانب.

بدوره لفت الناقد الدكتور طارق عريفي إلى أن الرواية تتحدث عن مفرزات الحرب الجائرة على سورية وما تبعها من أزمات مختلفة وتأثيرها على العلاقات الأسرية والاجتماعية وغلبة الفساد الأخلاقي وانحسار المبادئ والقيم وضرورة محاسبة المذنب مع العمل على التمسك بالقيم والمحبة.
والرواية بحسب الناقد عريفي من أهم الأعمال الأدبية التي تتناول الصراع الداخلي والخارجي للإنسان، ويمكن للقارئ أن يجد عبراً كثيرة في حياة أبطال هذه الرواية وتأثير الظروف الاجتماعية على سلوك الإنسان الذي يقع ضحية الجهل والطمع والفساد، مبيناً أنه وخلال سبر الأديب لأعماق شخصيات الرواية يسير بالقارئ إلى أحداث درامية مشوقة تدفعه إلى مزيد من الاستكشاف في معرفة الألغاز الدرامية في الرواية.

بينما أوضح الدكتور الناقد عاطف بطرس ضرورة العودة قليلاً إلى تحديد عناصر مكونات الرواية بغض النظر عن عدد صفحاتها لنصل إلى البنية والإحاطة والشمول والشخصيات بتطورها ونموها ومعارفها ولنصل إلى مقاربة المفاهيم التي تؤكد لنا أننا أمام قصة طويلة كونها تحتوي كل مكوناتها وأسسها.

وقال الدكتور بطرس: إن القصة هنا تعتمد على حدث واحد ولكنها كانت كافية من حيث الشمول والمساحة الزمنية وما فيها من الأحداث والشخصيات الواضحة في الموضوع المطروح، وهو ما حقق المتعة والفائدة وحقق الوعي الجمالي والفني فهي قصة جميلة وحقيقية بكل معنى الكلمة.

وأغنى الحضور الندوة بآراء متباينة ومختلفة ومتنوعة على تنوع ثقافتهم ومواهبهم الأدبية والإعلامية.

2024-07-22