مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي اليوم في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، ضمن عدوانه المتواصل لليوم الـ 281، لتضاف إلى أكثر من 3390 مجزرة ارتكبها خلال حرب الإبادة الجماعية والتطهير العراقي على مرأى ومسمع العالم أجمع، وراح ضحيتها 38443 شهيداً و88481 جريحاً، قبيل هذه المجزرة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
طيران الاحتلال شن سلسلة غارات مستهدفاً مخيمات النازحين في منطقة المواصي، ما أدى إلى استشهاد 71 فلسطينياً في حصيلة أولية، وإصابة 289 بينهم حالات خطيرة، بينما لا تزال الطواقم الإغاثية والطبية تواصل عملها بانتشال جثامين الشهداء وإسعاف الجرحى، وسط عدم وجود مستشفيات تستطيع استقبال هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، جراء تدمير الاحتلال المنظومة الصحية في القطاع.
الرئاسة الفلسطينية أدانت على لسان المتحدث باسمها، نبيل أبو ردينة مجزرة المواصي التي راح ضحيتها المئات من الأهل في قطاع غزة، مؤكدة أنها استكمال لحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل 281 يوماً.
وحمّل أبو ردينة الإدارة الأمريكية مسؤولية هذه المجزرة وغيرها من مجازر الاحتلال، بسبب مواصلتها دعمه بالسلاح والمال، مؤكداً أنه لولا الدعم الأمريكي المطلق لما استطاع الاحتلال مواصلة عدوانه وجرائمه الدموية، وتحدي الشرعية الدولية وقرارات المحاكم الدولية، ما يتطلب من مجلس الأمن والمجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف هذه المجازر الدموية، وإنهاء العدوان.
من جانبها أشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن هذه المجزرة دليل جديد يؤكد استخفاف كيان الاحتلال بمسار العدالة الدولية وأوامرها وقراراتها، داعية الدول التي ما زالت تدعم الكيان في حربه إلى صحوة ضمير وأخلاق، والضغط عليه لإنهاء حرب الإبادة الجماعية، وإجباره على الانصياع للقانون الدولي وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين.
المجلس الوطني الفلسطيني ناشد قادة وشعوب العالم والمؤسسات الدولية الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يتعرض لأبشع أنواع القتل والجرائم، واصفاً ما يحدث بعمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي تستهدف كل معالم الحياة.
ولفت المجلس إلى أن مجزرة منطقة المواصي التي لجأ إليها مئات آلاف النازحين تعد من بين أخطر جرائم الحرب التي ارتكبت على مر التاريخ، موضحاً أن الاحتلال اتخذ قراراً بإبادة كل من يرفض النزوح ويتمسك ببيته ووطنه.
من جهتها شددت حركة حماس على أن استهداف الاحتلال منطقة المواصي التي تكتظ بأكثر من 80 ألفاً من النازحين تأكيد واضح منه على مضيه في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، عبر الاستهداف المتكرر والممنهج للخيام ومراكز النزوح والأحياء السكنية، وارتكاب أبشع الجرائم، غير مكترث بدعوات وقف العدوان.
وأشارت حماس إلى أن هذا الاستهتار بالقانون والمعاهدات الدولية، والانتهاكات الواسعة ضد الفلسطينيين، لم تكن لتتواصل لولا الدعم الذي توفره الإدارات الأمريكية لكيان الاحتلال وجيشه الإرهابي، ما يجعلها شريكة في كل ما يرتكبه عبر التغطية على جرائمه، ودعمه عسكرياً وسياسياً، وشل يد العدالة الدولية عن القيام بدورها تجاه هذه الجرائم.
بدورها أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن المجزرة الرهيبة التي ارتكبها الكيان الصهيوني إمعان في استمرار حرب الإبادة التي يشنها بحق الشعب الفلسطيني للشهر العاشر في ظل تقاعس العالم أجمع، وعجزه أمام آلة القتل والإجرام الصهيونية الوحشية، وفشله في وقف آلة القتل الصهيونية وفك الحصار عن مئات الآلاف من المحاصرين بالقتل والتجويع.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شددت على أن مجزرة خان يونس تأكيد جديد على فاشية وإجرام الكيان الصهيوني الأكثر وحشيةً وإرهاباً في التاريخ، وجزء من سياسته المدروسة لإبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ضمن سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها بحقه منذ بدء العدوان قبل نحو 10 أشهر، في ظل دعم أمريكي مباشر لهذه الجرائم، وتواطؤ دولي عبر الصمت عنها.
وأكدت الجبهة الشعبية أن هذه المجازر والجرائم الصهيونية لن تكسر إرادة الفلسطينيين أو تنال من إصرار المقاومة على مواصلة الدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني والتصدي للعدوان.
من جهته أوضح المكتب الإعلامي في غزة أن هذه المجزرة تأتي بعد ارتكاب الاحتلال مجازر مروعة في منطقة الصناعة بحي تل الهوا، وفي أحياء مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع، وراح ضحيتها أكثر من 100 شهيد، ما يرفع أعداد الشهداء بشكل متسارع، مطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة وكل دول العالم الحر بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الإدارة الأمريكية لوقف حرب الإبادة الجماعية، ووقف شلال الدم في قطاع غزة.