أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العالم متعدد الأقطاب أصبح حقيقة واقعة، مشيراً إلى اتساع دائرة الدول المؤيدة لنظام عالمي عادل، وبروز مراكز قوة وتنمية جديدة في العالم.
وقال بوتين في كلمة أمام قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في العاصمة الكازاخستانية أستانا اليوم: “في ظل المتغيرات السريعة في العالم، تبرز الحاجة لموقف منظمة شنغهاي للتعاون المبادر في الشؤون الدولية، ونحن على يقين تام أن المنظمة ومجموعة بريكس تمثلان أساس النظام العالمي الجديد المتكون، وقاطرة للتنمية العالمية وإرساء التعددية الدولية”.
ولفت بوتين إلى أن “دائرة الدول التي تدعو إلى نظام عالمي عادل ومستعدة للدفاع بحزم عن حقوقها المشروعة والقيم التقليدية آخذة في الاتساع، كما أن مراكز القوة والتنمية الجديدة تتعزز عالمياً” مبيناً أن “مبادرة الوحدة الدولية من أجل الوفاق العالمي التي تطرحها منظمة شنغهاي تهدف لضمان ظروف النمو المستدام للجميع على قدم المساواة بغض النظر عن النظام السياسي والاقتصادي أو الانتماء الديني والثقافي”.
وحول الوضع في غزة أكد بوتين أن المحاولات الأمريكية المنفردة لحل الصراع في الشرق الأوسط أثبتت عدم فعاليتها، مشيراً إلى أنها تؤدي إلى نتائج عكسية وسط تدهور الوضع في قطاع غزة.
وقال بوتين: “إن الصراع المتنامي في قطاع غزة يهدد استقرار أوراسيا” مضيفاً: “لقد أظهر التاريخ بوضوح عدم جدوى المحاولات الفردية، ولا سيما من جانب الولايات المتحدة، في فك العقدة الفلسطينية، وفشلها في تحقيق النتائج، ورفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تنص بوضوح على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة”.
وفيما يخص دور منظمة شنغهاي أوضح بوتين أن روسيا تولي أهمية كبيرة لتفاعل الشراكة داخل المنظمة وهذا التفاعل مستمر في التطور تدريجياً على أساس مبادئ المساواة ومراعاة مصالح بعضنا البعض واحترام التنوع الثقافي والحضاري والبحث عن حلول جماعية للقضايا الملحة في مجال الأمن.
وأشار بوتين إلى أن مسودة القرار بشأن تطوير استراتيجية تنمية منظمة شنغهاي للتعاون حتى عام 2035 تتضمن مبادئ توجيهية طويلة الأمد لزيادة تعميق التفاعل ليس فقط في السياسة والأمن، ولكن أيضاً في الاقتصاد والطاقة والزراعة والتكنولوجيا المتقدمة والابتكار، وهذا أمر مهم من وجهة نظر تعميق التعاون العملي في جميع المجالات التي تدخل في نطاق أنشطة منظمتنا.
واعتبر بوتين أن العلاقات الاقتصادية الوثيقة تجلب فوائد واضحة لجميع المشاركين، مشيراً في هذا السياق إلى أن بلدان المنظمة تعمل على زيادة استخدام عملتها الوطنية في التسويات المتبادلة، مذكراً بالاقتراح الروسي بإنشاء آلية الدفع والتسوية الخاصة به في منظمة شنغهاي للتعاون.