جدَّدت شركة يابانية الفكرة التقليدية للقيلولة وأضافت إليها لمسة تكنولوجية لتكون أداة تعزز الإنتاجية وتعطي دفعة من النشاط أثناء ساعات العمل الطويلة. تُعرف هذه الابتكارة بـ"جيراف ناب"، وهي كبسولة نوم تمكِّن الموظفين من الاستراحة أثناء وضعهم الوقوف، خصوصًا خلال ساعات العمل المُرهقة.
من خلال دمج تقنية الكبسولة مع التركيز على تحسين الأداء في العمل، صممت "جيراف ناب" والتي تعني غفوة الزرافة، بهدف تشجيع القيلولة أثناء النهار وتحسين الاداء الوظيفي. حيث تتيح للمستخدمين إمكانية ضبط وقت الإيقاظ من خلال نظام إنذار. كما تأتي بنقاط دعم تضمن الحفاظ على وضعية الجسم المستقيمة أثناء القيلولة.
كما وتمنح "جيراف ناب" الأفراد مرونة في تعديل ارتفاعها لتلائم احتياجاتهم الشخصية وتوفير وضع مريح للنوم. تتوفر حاليًا بتصميمين مختلفين، الأول باللون الأبيض التقليدي، والثاني يحاكي تصميم الخيزران التقليدي لإعطاء لمسة من التراث.
ايضا، تضمن "جيراف ناب" وجود نظام تهوية يساعد على تدفق الهواء وراحة المستخدم، بالإضافة إلى نظام للعزل الصوتي للحفاظ على هدوء البيئة المحيطة. كما تمتاز بتوفير مجموعة متنوعة من الأصوات التي تهدف لتهدئة العقل وتشجيع الاسترخاء والنوم. هذا الابتكار يُظهر كيف يمكن أن تجتمع التكنولوجيا والاسترخاء لخلق بيئة عمل تُعزز من الراحة والإنتاجية.
كبسولات النوم كحلا للإجهاد في ثقافة العمل المكثفة
يتميز ساحل الشمس المشرقة بتفانيه في العمل الشاق، حيث تصل درجة الصعوبة إلى حدود القسوة، لدرجة أن اللغة اليابانية تحتضن مفهوم "الموت بسبب إرهاق" (كاروشي). وبالرغم من تلك الظروف الشاقة، تجد بعض العاملين اليابانيين نفسهم مجبرين على اللجوء إلى قيلولات قصيرة، والتي تُعرف بتعزيز مستويات الطاقة والتركيز.
في خطوة تعبّر عن التجديد المستمر في البيئة المهنية اليابانية، ظهرت هذه الكبسولات كحلاً لتحمل الإجهاد المستمر. تُركب هذه الكبسولات بشكل عمودي في المقاهي والمطاعم الصغيرة، بفضل تصميمها الذي يسمح بالتوافق مع مساحات ضيقة.
كبسولة النوم تغيّر الواقع المهني
تسعى شركات يابانية إلى إحداث تحول في طريقة التعامل مع العمل والراحة. مع تزايد ضغوط الحياة المهنية، فانها تستمر بتقديم ابتكارات تتيح للموظفين الاستفادة من قيلولة مريحة داخل مكان العمل. ومنها نظام الكبسولات بالطبع.
ويعتمد تصميم هذه الكبسولات على وضعية النوم الرأسية، وهو اختيار مفاجئ للبعض. ومع ذلك، تؤكد الشركات المبتكرة أن هذه الوضعية توفر بيئة مناسبة للراحة تفوق تلك التي يمكن أن يجدها الموظفون في أماكن غير ملائمة مثل وسائل النقل العامة أو دورات المياه.
تعليقًا على هذه الابتكارات، صرّح سايكو كاواشيما، مدير الاتصالات في شركة Itoki التي قامت بتنفيذ هذا المشروع، قائلاً: "كثيرون يلجؤون إلى إغلاق أنفسهم في دورات المياه للنوم، وهذا ليس صحيًا. يُعتبر النوم في مكان ملائم أفضل، ومع وجود ضغط العمل المستمر في اليابان، يبدو أن العديد من الأفراد يعملون بشكل متواصل دون أخذ فترات استراحة. نأمل أن يكون هذا النهج مثاليًا لتعزيز مرونة الراحة في بيئة العمل". بالنهاية، تظهر هذه الابتكارات كخطوة نحو تحسين نوعية الحياة المهنية وتعزيز الصحة والعافية في ظل تحديات العمل اليومية.