يمتد سهل الزبداني بريف دمشق على مساحة 5 آلاف هكتار، يبلغ المستثمر منها 3300 هكتار، وتتوزع في الزبداني ومضايا وبقين منها 2600 هكتار مزروعة بالأشجار المثمرة كالتفاح والإجاص، والباقي يزرع بالخضار الصيفية والشتوية.
وكان سهل الزبداني يعد من أهم المناطق التي تغذي دمشق بالفواكه والخضار، إلا أن جرائم الإرهابيين خلال فترة وجودهم بالمنطقة أدت إلى خروج 1500 هكتار من الإنتاج، وقطع نحو 400 ألف شجرة مثمرة.
ومنذ عام 2017 بدأت وزارة الزراعة بالتنسيق مع الجهات المعنية بالعمل على إحياء هذا السهل، وإيلائه المزيد من الدعم بحسب مدير زراعة ريف دمشق المهندس عرفان زيادة.
وأوضح زيادة أن المديرية بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية العاملة في المحافظة قدمت الكثير من المنح للفلاحين العاملين في السهل، منها تمويل استصلاح 1300 دونم من أجل إعادة تشجيرها، وتقديم غراس مثمرة وسماد لحوالي 700 مزارع، إضافة لتقديم أكثر من 7 آلاف منحة بذار شتوية وصيفية كحدائق منزلية قدمت ضمن المشروع الوطني للزراعات الأسرية خلال مواسم متلاحقة.
وأشار زيادة إلى أنه تم إحداث مشتل نبع بردى للغراس المثمرة المتنوعة لتعويض الفاقد من الأشجار التي قطعت في السهل بشكل خاص، والمنطقة بشكل عام، والعمل جار على إنشاء ثلاثة بيوت محمية لإنتاج شتول الخضار المتنوعة.
ولفت زيادة إلى تقديم 84 عزاقة للفلاحين العائدين لاستثمار أراضيهم بشكل أفضل و64 منحة خلايا نحل، و15 منحة مستلزمات الخلايا الخشبية، ومنح أغنام مع متابعة بيطرية لحوالي 150 من صغار المربين في السهل، لتشجيع إعادتهم للعمل، إضافة للكثير من الخدمات في مجالات الصحة الحيوانية والإرشاد الزراعي والوقاية والحراج.
بدورها المهندسة بسمة خيطو رئيسة دائرة زراعة الزبداني أوضحت أن نحو 700 هكتار مزروعة بمحاصيل وخضار صيفية وشتوية أهمها القمح والفول والبازلاء والكوسا والباذنجان والخيار والفاصولياء، إضافة إلى 2600 هكتار مزروعة بأشجار مثمرة مثل التفاح والإجاص والدراق والمشمش والخوخ والكرز والجوز، لافتة إلى أن المزارعين يعكفون بالوقت الحالي على إعادة زراعة المساحات المتضررة وتشجيرها لتعود كما كانت سابقاً.
من جانبه أكد رئيس الجمعية الفلاحية في منطقة الزبداني حسين حيدر أن الجمعية قدمت بالتعاون مع زراعة ريف دمشق مادتي المازوت والسماد من المصرف الزراعي للفلاحين على دفعات من أجل الري، وتسعى لزيادة الكميات الموزعة حسب المتوفر.
و بين عدد من المزارعين وهم يتابعون فلاحة أراضيهم وسقاية مزروعاتهم أنه رغم الظروف الصعبة والعوائق التي تواجه عملهم لن يتركوا أراضيهم، وسيعملون ليلاً ونهاراً لاستعادة ألق السهل الزراعي.
المزارع شواق الشيخ قدم من دير الزور للعمل في سهل الزبداني عبر استثمار مساحة من الأرض، تتراوح بين 250 و260 دونماً، قام بتشجيرها بأنواع مختلفة من الأشجار المثمرة، وحالياً يتابع زراعة الأرض بالمحاصيل الصيفية، لكنه يأمل بتوفير الوقود والأسمدة المدعومة لزوم الزراعة.
فيما لفت علي هاشم إلى أنه عاد إلى السهل منذ عامين وتمكن من زراعة مختلف المساحة التي يستثمرها بمختلف المحاصيل، موضحاً أن غلاء مستلزمات الزراعة وعدم توافر المازوت بالشكل الكافي حال دون التمكن من إعادة تشجير كامل المساحات التي قطعت أشجارها.
ووفق المزارع خالد دياب بات السهل ينتج جميع المحاصيل الصيفية والشتوية، ونحو 90 بالمئة من محاصيله يسوق في دمشق.