تشهد زراعة الزيتون في درعا تحسناً تدريجياً نتيجة تحسن أسعاره ويبشر الموسم الزراعي بإنتاج جيد مقارنة مع الموسم الماضي.
وأكد عدد من المزارعين أن تراجع إنتاج الزيتون في السنوات الماضية يعود إلى صعوبة الوصول للحقول والمزارع، وتقديم الخدمات الأساسية بسبب ظروف الحرب الإرهابية التي شهدتها المحافظة.
وبين المزارع قاسم المحمد الذي يملك أرضاً في الريف الشرقي تضم نحو ألف شجرة زيتون أن سنوات الازمة أثرت سلباً على الزراعة والإنتاج فترك عدد كبير من المزارعين مزارعهم، بسبب صعوبة تقديم الخدمات الأساسية وظروف الري بعد تعرض أغلب آبار الدولة للنهب والسرقة، وكذلك ارتفاع أسعار المبيدات والأدوية وأجور القطاف والنقل، لافتاً إلى أن ظاهرة المعاومة شكلت دافعاً إضافياً لترك الفلاح لمزارع الزيتون.
وأشار المزارع حسن الحسين إلى أن استقرار الظروف وعودة الأمن والاستقرار لأغلب مناطق المحافظة انعكس إيجاباً على محصول الزيتون، فعاد المزارع لترميم مزرعته واستبدل الأصناف القديمة بأصناف محسنة يتم استجرارها من مصادر موثوقة، وغالباً من مشاتل مديرية الزراعة.
وأضاف: إن الإنتاج بدأ بالتحسن التدريجي كنتيجة طبيعية لتحسن الخدمة، مبيناً أن أسعار الزيت التي تزداد بشكل مستمر تعوض على المزارع ما دفعه من تكاليف مرتفعة وما تكبده من تعب، ويحظى بربح مقبول.
رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة درعا المهندس وائل الأحمد ذكر أن تقديرات إنتاج المحافظة من محصول الزيتون خلال الموسم الحالي تصل إلى نحو 25 ألف طن مقارنة مع 19.5 ألف طن في الموسم الماضي، مبيناً أن المساحة الإجمالية المزروعة بالزيتون تبلغ 22901 هكتار بإجمالي عدد أشجار يبلغ 3.421 ملايين شجرة منها 3.331 ملايين في طور الاثمار.
وأضاف: تنتشر زراعة الزيتون في أغلب مناطق المحافظة وتزرع بعلاً ورياً وتقدم المديرية للمزارعين خدمات الإرشاد الزراعي، وتفتتح مدارس خاصة لتدريب المزارعين على كيفية تقديم الخدمات الأساسية للغرسة، كما تبيع الغراس للمواطنين بأسعار رمزية.
رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية الزراعة المهندس محمد الشحادات بين في تصريح مماثل أن المديرية تدعو المزارعين للتوجه إلى الزراعة النظيفة وتفتتح في كل موسم مدارس لإنتاج الزيتون العضوي يتم من خلالها تطبيق معايير الزراعة العضوية وكافة الأساليب البديلة لاستخدام المبيدات ومواد المكافحة والمدخلات الكيميائية.
يذكر أن درعا كانت في سنوات ما قبل الحرب الإرهابية على سورية تنتج سنويا كمية تتراوح بين 60 و75 ألف طن من ثمار الزيتون.