تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 8 ملايين شخص على مستوى العالم يموتون سنوياً بسبب التدخين، مليون شخص منهم من غير المدخنين لكنهم يصنفون (كمدخن سلبي).
وبهدف التوعية بمخاطر التبغ بكل أصنافه، خصصت الأمم المتحدة الـ 31 من أيار يوماً عالمياً للامتناع عن التدخين ورفع الوعي بمخاطره الصحية والاقتصادية على الفرد والأسرة والمجتمع .
24 عيادة في سورية للمساعدة بالإقلاع عن التدخين في سورية، ويتابع برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة تنفيذ الأنشطة وحملات التوعية في المدارس والجامعات وفق مديرة البرنامج الدكتورة عبير عبيد، مؤكدة أهمية تشارك عمل مختلف القطاعات والوزارات والمؤسسات لمنع التدخين والتعريف بمخاطره.
وأشارت الدكتورة عبيد إلى أنه توجد 24 عيادة لمساعدة الراغبين بالإقلاع عن التدخين موزعة في المراكز الصحية وعدد من المشافي بالمحافظات، وتقدم خدماتها ضمن برتوكول خاص بالمعالجة النفسية والدوائية للراغبين بالإقلاع عن التدخين من مختلف الأعمار إلى جانب خدمات تشخيص الأمراض الناجمة عنه في الجهاز التنفسي والقلب والأوعية، حيث بلغ عدد مراجعي هذه العيادات خلال العام الماضي أكثر من ألف شخص.
بينت الدكتورة عبيد أن برنامج مكافحة التدخين في سورية نفذ خلال أعوام 2015-2022 عدداً من حملات التوعية، بعد تدريب فريق طبي يضم أكثر من 40 طبيباً وعاملاً صحياً، كما تم إعداد مادة علمية إلكترونية تعتبر حقيبة تدريب صحية.
وأشارت الدكتورة عبيد إلى أنه بالتعاون مع منظمة اتحاد شبيبة الثورة تم خلال الفترة المذكورة تنفيذ حملة “مدارس خالية من التدخين ” استهدفت الفئات العمرية من 10 إلى 18 عاماً من طلاب المدارس والمقيمين بدور الرعاية الاجتماعية، حيث أظهرت نتائج الاستبيان بالحملة أن 49.6 بالمئة من طلاب المدارس هم من الذين يصنفون بالتدخين العابر أي لفترات محدودة ومتقطعة، وأن نسبة انتشار التدخين السلبي 64.8 بالمئة من العينة المدروسة.
وأوضحت الدكتورة عبيد أنه بالتعاون مع اتحاد الطلبة تم تنفيذ حملة توعية بعنوان “جامعات خالية من التدخين”، كما تم التوسع في برنامج التوعية ليشمل حملة أخرى بعنوان “خليك بالبيت من غير تدخين” عام 2020، وكانت بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا، حيث ركزت التوعية على أهمية الامتناع عن التدخين بالمنزل لمخاطره على الشخص ومحيطه، ولكونه من أحد عوامل الخطورة في حال الإصابة بالفيروس.
ولفتت الدكتورة عبيد إلى أنه تم أيضا تدريب متطوعي الجمعيات الأهلية والمبادرات الشبابية للوصول إلى أكبر عدد من فئات المجتمع للتوعية بمخاطر التدخين بمختلف أنواعه من سجائر عادية وإلكترونية والنرجيلة، عبر توزيع بروشورات توعوية.
وحول التشريعات والقوانين السورية المتعلقة بمكافحة التدخين، بينت الدكتورة عبيد أنه في عام 1996 تم إصدار المرسوم التشريعي رقم 13 المتضمن منع الإعلان عن التبغ أو الدعاية له في وسائل الإعلام المرئية أو المقروءة أو المسموعة، وفي عام 2004 تم إصدار المرسوم التشريعي رقم 59 المتضمن الانضمام إلى اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، بينما صدر عام 2009 المرسوم التشريعي رقم 62 المتضمن منع التدخين في الأماكن العامة وتقييد التدخين في المحال العامة.
أوضح اختصاصي الصحة الصناعية وطب العمل الدكتور بسام أبو الذهب أن منتجات التبغ تحتوي على 7000 مادة ضارة من ضمنها 50 إلى 60 مادة مسرطنة، وأن منتجات التبغ تقتل نصف عدد من يتعاطونها، حيث يموت شخص واحد كل 4 ثوان جراء منتجات التبغ.
ولفت الدكتور أبو الذهب إلى أن اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ أو مكافحة التدخين الذي أقرته منظمة الصحة العالمية منذ عام 1987 فرصة لرفع الوعي بمخاطر التدخين، حيث هناك زيادة بعدد المدخنين على مستوى العالم وخاصة في الدول الفقيرة والتي تعاني من كوارث وحروب مع زيادة أصناف وأنواع منتجات التبغ التي تروج لها شركات تصنيعه.
ولفت الدكتور أبو الذهب إلى أن اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي يصادف في الـ 31 من أيار تتم خلاله إقامة فعاليات توعوية تسبقها مجموعة من الأنشطة على مدار العام، ويهدف هذا اليوم إلى ثني الأشخاص عن التدخين وتشجيع الحكومات والمجتمعات المحلية والأفراد على إدراك حجم المشكلة واتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها.
وبين الدكتور أبو الذهب أن العالم يحتفل هذا العام بيوم الإقلاع عن التدخين تحت شعار “لنزرع الغذاء وننقطع عن التدخين”، وتم طرح هذا الشعار لتعزيز تطبيق المادة 17 من الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ (التي صدقت عليها الجمهورية العربية السورية بالمرسوم التشريعي رقم 59 لعام 2004)، حيث نصت المادة 17 منها على (تقديم الدعم للأنشطة البديلة ذات الجدوى الاقتصادية)، وأن تقوم الأطراف بالتعاون فيما بينها ومع المنظمات الحكومية المختصة الدولية منها والإقليمية بتعزيز البدائل ذات الجدوى الاقتصادية للعاملين في صناعة التبغ وزارعيه وحتى البائعين.