تضافرت جهود القطاع الصحي بكل مفاصله منذ الساعات الأولى التي تلت وقوع الزلزال فجر الـ 6 من الشهر الجاري، حيث تم تفعيل غرفة الطوارئ في وزارة الصحة لتنسيق الاستجابة بين مديرياتها المركزية، ومديريات الصحة في المحافظات التي استنفرت جميع كوادرها مباشرة بالتزامن مع إرسال القوافل الطبية لرفد المحافظات المتضررة، ولا سيما من سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة وشاحنات الإمداد بالمواد الطبية.
وسعت المنظومة الصحية لإدارة الموارد البشرية والمادية بشكل لحظي بما يضمن الاستجابة العاجلة لآثار الزلزال، حيث تجاوز عدد العناصر التي تواجدت في المناطق المنكوبة منذ اللحظات الأولى للزلزال 600 عامل صحي، كما عملت المشافي والمراكز في المناطق المتضررة بأقصى طاقتها وعلى مدار الساعة لتقديم الخدمات الطبية للمصابين والجرحى، وإسعاف الناجين من تحت الأنقاض، حيث تم تقديم الخدمة الطبية لأكثر من 2300 مصاب.
وعملت الهيئة العامة للطب الشرعي وفق رئيسها الدكتور زاهر حجو منذ بداية الكارثة على مساعدة المتضررين، حيث توجه الأطباء إلى مراكز الطب الشرعي بالمحافظات المتضررة لفحص المصابين لتقدير نسبة العجز لدى بعض الحالات، إضافة إلى الكشف عن الجثث وتسليمها لذويها، والتعرف على الجثث مجهولة الهوية عبر عملية “الاستعراف”.
وأشار حجو في تصريح لـ سانا إلى أنه تم التعرف على جميع الجثث التي تم انتشالها من تحت الأنقاض حتى الآن باستثناء أربع جثث في محافظة حلب.
كما لبت الفرق الطبية احتياجات الأشخاص المتواجدين في مراكز الإيواء بالوقوف على متطلباتهم الصحية على مدار الساعة، واستنفرت فرق التقصي الوبائي في مديرية الأمراض السارية والمزمنة بوزارة الصحة لجهة العمل على ضمان استقرار الوضع الصحي، وعدم انتشار الأوبئة والأمراض.
من جهة أخرى بذلت الفرق الطبية التابعة للجيش العربي السوري جهوداً كبيرة سواء في عمليات الإنقاذ أو معالجة المصابين الذين تم نقلهم للمشافي العسكرية، وكان لعملها إلى جانب القطاع الطبي المدني دور إيجابي كبير في الاستجابة السريعة للمتطلبات الإغاثية والعلاجية.
وشكلت مديرية الرعاية الصحية الأولية فرق دعم نفسي مدربة لتقديم التدخلات النفسية لكل من يعاني من أي اضطراب ناجم عن الكارثة بالمحافظات المنكوبة، ففي مشفى ابن خلدون للأمراض النفسية بحلب تم تخصيص أرقام هواتف للتواصل مع الكوادر المناوبة على مدار الساعة لطلب الاستشارة والدعم النفسي، كما تابعت المشفى توزيع الأدوية اللازمة لكل المرضى.
وتوحدت جهود المؤسسات الحكومية مع مؤسسات القطاع الخاص والنقابات المهنية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع الأهلي، حيث تم استنفار جميع المنشآت الصحية الخاصة، وتوجيهها على الفور لفتح أبوابها وتقديم الخدمات الإسعافية لكل المصابين، فيما قدمت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري جهوداً كبيرة لمؤازرة القطاع الصحي في الأماكن المتضررة من الزلزال منذ اللحظات الأولى، وقامت بجهود واسعة بالتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة بشكل مباشر لتأمين استلام العديد من المساعدات الطبية والأدوية المرسلة إلى سورية لمواجهة تداعيات الزلزال.
وشارك أكثر من 100 طبيب من مختلف الاختصاصات ولا سيما العصبية والجراحة العظمية وطب الطوارئ بأعمال الإغاثة عبر فريق طبي تطوعي شكلته نقابة أطباء سورية، لتقديم الخدمات الصحية للمصابين والجرحى جراء الزلزال في المشافي والمراكز الصحية بالمحافظات المنكوبة، كما قامت النقابة بإرسال شحنة مساعدات إغاثية تضم 3 آلاف سلة غذائية للعائلات المتضررة جراء الزلزال، إضافة إلى مبادرات فردية عديدة لأصحاب الصيدليات والأطباء الذين تبرعوا بكميات من الأدوية وبذلوا جهودهم لتقديم ما يمكن من المساعدة الطبية للمتضررين.