حذرت مديرية صحة اللاذقية من خطورة تناول الفطور البرية بعد جنيها عشوائياً من الحقول وذلك على خلفية توافد عدة حالات تعاني أعراضاً هضمية حادة لمشافي المديرية خلال الأيام القليلة الماضية.
وصرح الدكتور لؤي سعيد مسؤول التسممات بمديرية الصحة أن عدد حالات التسمم التي تم إسعافها إلى المشافي التابعة للمديرية بلغ 13 حالة، إضافة إلى عائلة تم إسعافها إلى مشفى جبلة الوطني، مبيناً أن جميع الحالات حالياً تماثلت للشفاء.
ولفت الدكتور سعيد إلى أن أعراض التسمم الطبية تكون عادة مترافقة بآلام بطنية وإقياءات متكررة وإسهالات وإفراط شديد في اللعاب واضطرابات تنفسية وخروج دم مع البول، وقد تسبب بعض الفطور أعراضا عصبية كالهلوسة حسب المادة السمية التي تحتويها.
وأشار الدكتور سعيد إلى أن هناك الكثير من الفطور السامة التي تظهر أعراض التسمم بها باكراً (من ساعة وحتى 24 ساعة)، ويغلب عليها أن تكون سليمة من حيث التطور وحدوث الشفاء، وقد تتأخر أعراض التسمم بالظهور عند بعضها الآخر لأكثر من 24 ساعة، وتنتهي بعد عدة أيام بقصور كبد أو كلية حاد (حسب نوع الذيفان السام الذي تحمله تلك الفطور)، لتنتهي بقصور أعضاء متعدد، وقد تؤدي للوفاة في بعض الحالات.
ولفت الدكتور سعيد إلى أن عملية التمييز بين أنواع الفطور السامة وغير السامة صعبة من حيث الشكل أو اللون أو مكان النمو، وتبقى الخبرة العملية وإجراء الفحوص المخبرية للفطور هي الحاسمة في مجال تحديد ذلك، حيث تتشابه الفطور السامة وغير السامة بالرائحة والمذاق، مضيفاً: “بعض الفطور تكون سامة وهي طازجة وتزول سميتها بالطهي، وبالعكس فقد تصبح الفطور سامة بعد طهيها”.
وأوضح أنه لا بد من مراجعة الطبيب أو المشفى عند ظهور أول أعراض مشبوهة، وإخبار الطبيب بجميع المعلومات المتعلقة بالفطر الذي تم تناوله من حيث (اللون، المكان، مدة تناوله، الأشخاص الذين شاركوا بتناول الفطر لإجراء فحوص للتأكد من عدم إصابتهم)، مؤكداً أن الكشف والبدء بالعلاج باكراً يخفض من نسبة المضاعفات والأذيات التي قد تحدث بعد التسمم.