وزارة الإعلام

عام بعد آخر يتسع نطاق مهرجان مسرح الطفل مرسخا حضوره كاحتفالية للعائلة السورية التي تنتظر موعده الدائم خلال العطلة الانتصافية.

وشهد المهرجان الذي تقيمه دائرة مسرح الطفل والعرائس في مديرية المسارح والموسيقا بوزارة الثقافة هذا العام تقديم عشرة عروض مسرحية في مدينة دمشق وحدها وثلاثة وعشرين عرضا في المراكز الثقافية بمحافظات حلب وحمص وحماة وطرطوس واللاذقية والسويداء والحسكة وريف دمشق بمشاركة فرق تابعة لمديرية المسارح وأخرى خاصة.

وبين بسام ناصر مدير مسرح الطفل والعرائس في تصريح ل سانا أن مهرجان مسرح الطفل سيختتم فعالياته اليوم في كل المسارح عدا خشبتي القباني والحمراء اللتين سيعرض عليهما لغاية ال 4 من شباط القادم مسرحيتي ضيف الدب وبياع العسل.
وأوضح ناصر أن المهرجان الذي انطلق عام 2006 يشكل استراحة للطفل ويقدم له فرصة للمشاهدة المسرحية إضافة الى المتعة والفائدة لافتا إلى أنه تم التركيز في هذا العام على توزيع العروض في اوسع بقعة جغرافية ممكنة ومبينا أن معظم العروض من انتاج مديرية المسارح وتحمل طابعا تعليميا وترفيهيا وتربويا ضمن توجهات دائرة مسرح الطفل التوعوية.

وأشار ناصر إلى حرص دائرة مسرح الطفل على تقديم أكثر من عرض يوميا على كل مسرح حتى يتسنى للطفل متابعة عدة عروض دون الحاجة للذهاب الى مركز ثقافي او مسرح اخر منوها بإقبال الأطفال وأسرهم لحضور عروض هذا العام وتفاعلهم مع الممثلين.
وكشف مدير مسرح الطفل عن بدء التحضيرات لإطلاق سلسلة من العروض في مسرحي الدمى والصغار لتكون جاهزة للعرض مع بدء العطلة الصيفية.
مسرحية ضيف الدب التي تعرض حاليا على خشبة القباني من تأليف بيان الصفدي وإخرج غسان الدبس تتحدث عن تعاون الأصدقاء في كشف المخادع والتفريق بين الطيبة والغباء من خلال شخصية الدب التي أداها الفنان جمال نصار الذي استضاف في بيته الثعلب الذي لعبت دوره الفنانة رشا الزغبي وهو من يستغل طيبة الدب للاستيلاء على طعامه ولكن حيوانات الغابة تلاحظ مدى التعب الذي حل بالدب جراء استغلال الثعلب له فتقوم بكشف الحيلة وابعاد الثعلب عن منزل الدب الطيب.
وفي تصريح لمخرج العمل بين أن العمل ينطلق من فكرة عدم فهم الطيبة على أنها غباء وأن الانسان الطيب يمتلك الذكاء والقوة لكنه يحب المساعدة موضحا ان العمل بما يتضمنه من اغان وديكور وموسيقا وإضاءة يدعو إلى اللعب مع الاطفال ومشاركتهم عالمهم.
وتابع.. إنه وظف عناصر العرض لتكون إلى جانب القصة في خدمة النص ضمن صورة ايحائية واظهار حالة الابهار البصري وتقديم موسيقا تسهم في تشكيل الذائقة الموسيقية لدى الطفل بشكل جيد .
وراى الدبس ان مهرجان مسرح الطفل حالة صحية بامتياز يسهم في تشكيل ثقافة المسرح لدى الطفل الى جانب أن عروضه تعمل على نشر الوعي الفني داعيا إلى تمديد العروض باعتبار أن تخصيص اسبوع واحد للمهرجان غير كاف .
ولفت الدبس الى ان مسرح الطفل يعتمد بالدرجة الاولى على النص وعلى تطويعه وتقديمه للطفل معتبرا أن إيجاد النص المسرحي المناسب وكيفية توظيفه بعيدا عن الكلاسيكية ونقل فكرته للطفل كوجبة فنية ثقافية متكاملة إحدى الاشكاليات التي يواجهها مسرح الطفل.
وجاءت مسرحية بياع العسل التي تعرض حاليا على مسرح الحمراء من تأليف زهير البقاعي وإخراج عبد السلام بدوي بأسلوب اعتمد على الفكاهة والفقرات الغنائية بشكل كبير وهي من بطولة زهير البقاعي بدور حسون وايفا حاجي بك بدور ام زهرة ورشا زغبي بدور زهرة وكتب كلمات الأغاني ماهر ابراهيم وقام بأدائها ديما زين الدين .
وأوضح المؤلف أن النص يؤكد في 55 دقيقة على التعاون من أجل الحفاظ على البيئة وأهمية العمل بالنسبة للانسان لافتا إلى أنه خلال كتابة النص المسرحي للطفل يجب التركيز على مخاطبة عقل الطفل وفق نظرته للحياة وفهمه للاشياء لكون هذا المسرح يحمل المسؤءولية والصعوبات ولكن إدخال الفرح الى قلوب الأطفال يستحق ذلك.
ورأى البقاعي أن كتابة نص مسرحي للطفل بشكل يتناسب مع ذهنيته تاتي بعد حالة تراكمية وتجربة طويلة لانتاج نصوص لها حضور تجعل الطفل يتذوق المسرح ويسهم في تكوين شخصيته مع تقديم المتعة والفائدة .
وأكد البقاعي اهمية المسرح ودوره التربوي والثقافي وخاصة في ظل الظروف الراهنة وما يحتاجه الطفل من ترفيه ودعم نفسي مبينا ان إقامة مهرجان مسرحي للطفل رغم الظروف الحالية دليل على استمرار الحياة و التصميم على بناء جيل مثقف وواع يتحدى الإرهاب والفكر الظلامي .
رافق مهرجان مسرح الطفل لهذا الموسم أنشطة موازية تمثلت في معرض للدمى والملصقات الخاصة بعدد من العروض التي قدمتها مديرية المسارح والموسيقا خلال الأعوام السابقة فضلا عن تنظيم معارض لرسوم الأطفال من نتاج ورشة عمل أقيمت خلال ايام المهرجان في مسرح الحمراء واخرى للسرد القصصي وتركيب الحكايات شارك بها عدد من الاطفال في مسرح القباني.