وزارة الإعلام
صدر عن وزارة الثقافة والهيئة السورية للكتاب كتاب سيرة "ديك الجن الحمصي" واسمه عبد السلام بن رغبان "الذاتية والإبداع"، للدكتور خالد الحلبوني وهو عبارة عن دراسة أدبية نقديّة جادّة أماطت النِّقاب عن حياة هذا الشّاعر العباسيّ المرموق، وتلمسّت مواضع إبداعه الفنّيّ، وألقت الضوء على ذاتيته المتميّزة.
تتألف هذه الدراسة الموسّعة من ثلاثة أبواب، انصرف الأوّلُ منها إلى الحديث عن حياة ديك الجنّ وعصره وديوانه المخطوط والمطبوع، وخصص الباب الثّاني للحديث عن أغراض شعره:
اللهو والخمر والرثاء والفخر والهجاء والوصف والحكمة، وعُقد البابٌ الثّالث لدراسة القضايا الفّنيّة والجمالية في شعر الرّجل، وزاده بياناً الموازنات التي عقدت بين ديك الجن ورصفائه من شعراء عصره أبي نواس وأبي تماّمٍ والبحتري والمتنبيّ.
وعن نشأة ديك الجن وطفولته: ضنّ التاريخ بأخبار طفولة ديك الجن، إذ ضاعت ملامحها ومعالمها فيما ضاع من تراثنا، وحياة شعرائنا وكتابنا ومخترعينا، وكأنه مقدر على النابغة
أن يحيا في المجتمع كأيّ إنسان آخر، لا يلتفت إليه، ولا يهتمّ أحدٌ بملاحظاته، إلا إن كان أبوه من ذوي اليسار، أو كان ولد والٍ أو خليفة.
فهو متميز منذ صغره بغير شك، فهو ليس إنساناً عادياً، ثم إنّ قول الشعر لا يأتي على حين غرّة، بل له محاولات وممارسات وتجارب، بينما الأهل إما أن يبتسموا لبيت شعر قاله أحدُ أبنائهم، وإما أن يطلقوا سخريات مريرة، وذلك كله يرجع إلى الوالدين، واهتمامهما، ومؤهلاتهما الثقافية، ونضجها العقلي والاجتماعي.
إن طفولة ديك الجن أصابها الإهمال الشديد، وتعرّضت للتجاهل المقيت، والأمل معقودٌ على كتب التراث التي تنشر تباعاً أن تخرج بجديد، أو تحل ألغاز تلك المرحلة المجهولة، التي لا يُعرف عنها شيء.