الجعفري: اجتماع أستانة يهدف إلى تثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية باستثناء المناطق التي توجد فيها التنظيمات الإرهابية

وزارة الإعلام

 

 

أكد الدكتور بشار الجعفري رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى اجتماع أستانة أن الاجتماع يهدف إلى تثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية باستثناء المناطق التي توجد فيها التنظيمات الإرهابية مثل "داعش والنصرة" والمجموعات المسلحة الأخرى التي رفضت الانضمام إلى الاتفاق.

 

وقال الجعفري في كلمة له خلال افتتاح اجتماع أستانة إن استضافة استانة للاجتماع ترجمة لدبلوماسية الوساطة والانفتاح الكازاخية وثمرة لعدة جهود مشتركة بذلتها عدة اطراف ولا سيما الاصدقاء الروس والايرانيين بهدف تثبيت قرار وقف الاعمال القتالية على كامل أرجاء سورية باستثناء المناطق التي توجد فيها التنظيمات الإرهابية.

 

وأضاف الجعفري ما تأمله الجمهورية العربية السورية من اجتماع استانة هو تثبيت وقف الاعمال القتالية لمدة زمنية محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة بالتوجه الى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة وبين تنظيمي "داعش وجبهة النصرة "الارهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما.

وتابع الجعفري يأتي هذا الاجتماع ثمرة لجهود فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبعد مرور سنوات من عمر الحرب على سورية والتي يطلق عليها من باب التبسيط اسم "الأزمة السورية" ومع أن هذا الاجتماع هو.. ويجب أن يكون سوريا سوريا بامتياز.. لمناقشة كيفية الخروج بقرار وطني جامع ينهي حالة الشذوذ الخطرة السائدة إلا أن تقييما موضوعيا لأبعاد هذه الحرب لدى الباحثين والمحلليين السياسيين يوضح بجلاء أنه من المجافي للحقيقة والمجحف للواقع أن يصر البعض على اعتبار ما يجري في سورية من حرب إرهابية دولية هو عبارة عن “أزمة بين السوريين” أو "حرب اهلية".

 

وأكد الجعفري أنه تم استجلاب قطعان الارهابيين التكفيريين من زوايا الارض الاربع وتجميعهم وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم ونقلهم عبر حدودنا مع دول الجوار ومن ثم دفعهم لسفك دماء السوريين وتبرير إرهابهم الجاهلي هذا بأنه معارضة سورية معتدلة معدلة وراثيا وفق أجندة معدة مسبقا كل ذلك ينصف المشهد ويضفي المصداقية على ان كثيرا مما جرى في البلاد مصدره قوى خارجية واجندات تدخلية ومشاريع شيطانية لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بطموحات وامال الشعب السوري والدليل على صحة ما نقول هو ما ادلى به مؤخرا وزير الخارجية الاميركي جون كيري من أن توسع داعش في سورية قبل تدخل روسيا ومساعدتها لدمشق في قتال التنظيم كان سيجبر الدولة السورية على التفاوض مع واشنطن وهذا يؤكد بصريح العبارة قيام الإدارة الأميركية الراحلة وحلفائها الاقليميين والدوليين باستخدام الارهاب كسلاح سياسي لتدمير دول مستقلة بغرض فرض هيمنتها عليها وتحقيق أهدافها.

وقال الجعفري إن حكومة الجمهورية العربية السورية لم تدخر جهدا منذ بداية الحرب الارهابية على سورية لايجاد تسوية وقد اثبتت ذلك مرارا وتكرارا واستمرارا لهذا النهج وانطلاقا من حرصها على وقف سفك الدم السوري وعلى إعادة الأمن والاستقرار وتنفيذ إرادة الشعب السوري فقد انخرطت الحكومة السورية بشكل فعال مع الشريكين الروسي والايراني للبناء على تحرير مدينة حلب من الارهاب للتوصل إلى اتفاق وقف الاعمال القتالية.

 

وأضاف أن ما تأمله الجمهورية العربية السورية من هذا الاجتماع هو تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة وبين تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما على أمل أن تتضافر جهودنا جميعا في محاربة الارهاب تلبية لمطالب شعبنا الامر الذي يتطلب لانجاحه اغلاق الحدود السورية/التركية لتجفيف منابع الارهاب وبذلك نكون قد مهدنا الطريق نحو حل سياسي للحرب بمشاركة أوسع طيف من السوريين.

 

وقال الجعفري من هنا نحن مدعوون جميعا للعمل سوية لتحصين الوطن ضد وباء الخيانة لصالح قوى خارجية تروم بكل السوريين الشر والعداء وضد العمالة لأجندات تخريبية تدميرية ارهابية فالسوريون قادرون لوحدهم على تجاوز خلافاتهم وبناء جسور حوار مثمر يعيد الوطن واقفا على قدميه بشموخ وعزة فالسلام قبل أن يولد في المؤءتمرات لا بد أن يولد في عقولنا وقلوبنا وكلما ازداد عدد المؤمنين بيننا بذلك اقتربنا من تعزيز مسار المصالحة والمصارحة الوطنية.

وتابع لقد اجمعت القوى والتيارات السياسية الوطنية السورية "حكومة ومعارضات" وكذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بتطورات الوضع في سورية إضافة إلى اجتماعات الحوار السوري/السوري واللقاءات التشاورية على احترام سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها أرضا وشعبا وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي بالشؤون الداخلية السورية بصورة مباشرة أو غير مباشرة بحيث يقرر السوريون وحدهم مستقبل بلادهم عبر الوسائل الديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع وامتلاكهم الحق الحصري في اختيار شكل نظامهم السياسي.

 

وأوضح الجعفري أن سورية التي نحب هي وطن التنوع بكل أشكاله وصوره.. وطن يؤمن السوريون فيه بأسس وثوابت دولتهم المستقلة الديمقراطية العلمانية التي تقوم على التعددية السياسية وسيادة القانون واستقلال القضاء والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وحماية الوحدة الوطنية والحريات العامة وضمان التنوع الثقافي والاجتماعي لكل مكونات المجتمع السوري والحفاظ على استمرارية عمل مؤسسات الدولة ومرافقها كافة والارتقاء بأدائها وحماية البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة.

 

 الجعفري أكد أن شعبنا يقدس الحياة ويعظم السلام والامان ويرفض الارهاب ايا كان مصدره او دوافعه فالجاهل بيننا هو الوحيد اليوم الذي يتشبث بقراءة المشهد الذي يحرقنا جميعا قراءة استنسابية واستمزاجية تبرر الارهاب وتضفي عليه سمات عقائدية تسيء لدورنا وتاريخنا الانساني والحضاري. وقال الجعفري في ختام بيانه لنكن جميعا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا في حقن الدماء السورية وتحقيق تطلعات الشعب السوري الذي له الحق الوحيد والحصري في تقرير مستقبله بنفسه وتحديد شكل نظامه السياسي.

2017-01-23