وزارة الإعلام
اشتغل النحات رامي وقاف منذ بداياته مع النحت عام 2001 على الحالات الإنسانية التعبيرية مقدما شخوصه في حالات ملهمة استهوته مثل الرقص والعزف وتعامل مع خامة البرونز التي وجدها الأمثل والأقدر للتعبير عن أعماله النحتية بما تحمله من مطواعية ومتانة استمرت معه حتى اليوم كشريك تقني في نقل ما يريده من المنحوتة.
وتوجه وقاف في عام 2004 للبحث في أشكال تماثيل الآلهة القديمة عند العرب في الكثير من المراجع التاريخية ما غير لديه الكثير من الأفكار الخاطئة حول هذه التماثيل وظروف صناعتها والتعاطي معها واشكالها فتولدت لديه رغبة في إعادة تشكيلها ليتعرف الناس عليها رغم تخوفه من ردود الفعل المجتمعية وبعد تريث لعدة سنوات بدأ عام 2011 بتنفيذ هذا المشروع.
الهجمة الإرهابية الشرسة على آثارنا وهويتنا الثقافية ولدت لدى وقاف رد فعل للتمسك بكل تراثنا كما حرضته لإعادة ما تحطم من هذه المنحوتات القديمة إلى الحياة في محاولة للحفاظ على هذا التراث الإنساني من الاندثار.
وعن علاقته بفن النحت ومشروعه الفني يقول وقاف "أعمالي جزء مني وامتداد لي وهي طريقتي للاستمرار وهي أسلوبي في الكلام وترجمة للأفكار الساكنة بداخلي وأثناء تنفيذ العمل النحتي أكون بحالة تماه معه ومع تفاصيله وكلما تقدمت في رحلتي مع النحت شعرت أنني ما زلت في البداية فالفنان لا يصل إلى النهاية ولحظة وصوله إليها يكون تلاشيه".
ويرى النحات وقاف أن ما تمر به سورية جعل تقييم الحركة الفنية فيها بفروعها المختلفة يحسب لصالح هذ الحركة مهما كانت الإنجازات بسيطة حيث ان الفن الذي يولد وسط الأزمات هو صاحب الولادة الأصعب والأصدق ويقول.. إن “ننتج عملا فنيا واحداً خلال الحرب أمر مهم وملهم جدا”.
وحول حال السوق الفنية داخل سورية حاليا وخاصة بما يتعلق بفن النحت يقول وقاف.. "السوق الفنية السورية كانت جيدة بالنسبة للنحاتين قبل الأزمة التي أثرت على النحاتين كما أثرت على أغلب شرائح المجتمع السوري لكنها حاليا تتعافى وهي في طريقها للازدهار".
ويعبر وقاف عن تفاؤله بمستقبل فن النحت في سورية ويختم حديثه.. "ما عشناه في السنوات الأخيرة يعتبر خميرة لأعمال فنية كثيرة قادمة وما فقدته سورية من آثار وتماثيل يستدعي رغبة حقيقية من النحاتين لتعويضه وهو ما أعمل عليه في مشروعي القادم /إحياء التراث الإنساني المحطم/ لأن السوريين لا يهزمون".
يشار إلى أن رامي وقاف من مواليد طرطوس 1975 درس الفن التشكيلي دراسة خاصة حاصل على إجازة في الأدب العربي جامعة دمشق مصمم ومنفذ جائزة وبوستر والهوية البصرية لمهرجان دمشق السينمائي الدولي لأعوام عدة ولغيرها من المهرجانات السورية والعربية حائز الجائزة الأولى لتصميم أفضل درع لمهرجان دمشق للثقافة والتراث له مشاركات في العديد من المعارض داخل سورية وخارجها أعماله مقتناة في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا ولبنان ومصر ومعروضة في صالات خاصة.