علماء آثار من فرنسا وبولونيا وإيطاليا في دمشق

وزارة الإعلام

 

 

شارك العشرات من العلماء والباحثين الأجانب ممن عملوا في حقول التنقيب عن الآثار السورية  في مؤتمر "رؤى ومقترحات جديدة لإحياء التراث السوري"، وذلك في بادرة هي الأولى من نوعها تؤكد أن سورية ستبقى مهد الحضارة الإنسانية، وأقوى من كل من اعتدى على حضارتها.

مدير الآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم أوضح في كلمته التي افتتح بها فعاليات المؤتمر في اليوم الأول أن المديرية العامة للآثار والمتاحف دأبت منذ بداية الأزمة على التواصل والحضور الفعال على المستوى الدولي، ما ساعد الشركاء الدوليين على فهم حقيقة ما يجري من استهداف إجرامي منظم للتراث والهوية والثقافة السورية، وأكد أن التاريخ سيذكر يوماً أننا واجهنا مأساتنا بكل شجاعة وتصدّينا لمهامنا بصبر وحكمة ووفاء، إيماناً منا بعدالة قضيتنا، وثقتنا بالنصر في مجابهة هذا الفكر الظلامي.
المرمم والمختص بحفظ وترميم الحجر المنحوت بارتوس ماكوفسكي، من «المركز البولوني لآثار البحر المتوسط» في جامعة وارسو، أعرب عن تمنياته بأن يكون هذا المؤتمر مقدمة لفعاليات علمية مماثلة تركز على صيانة التراث في سورية، خاصة أنه تأثر من جراء الأحداث الراهنة، منوّهاً بحضور شخصيات علمية مهتمة بالتراث الثقافي السوري ومتعاطفة مع ما يتعرض له.

وأكد الباحثون المشاركون في المؤتمر على ضرورة تبني أسلوب جديد في البحث العلمي ومنهجيات البحث الأثري والإجراءات التي اتخذتها مديرية الآثار لحماية مقتنيات المتاحف السورية خلال الحرب التي تتعرض لها سورية.

ولفتت «الأمين العام الشرفيّ» في متحف اللوفر في فرنسا الباحثة «أني كوبي» إلى أن المجموعات العاجية التي تضمها المتاحف السورية، ولا سيما متحف دمشق، تعد من المجموعات النادرة على مستوى العالم وتعود إلى عصور مختلفة كالعهد الآرامي والروماني، ولا سيما المجموعة التي عثر عليها في قصر الحاكم الآشوري أرسلان طاش. وبينت «كوبي» أن تنوع مصادر القطع العاجية السورية يعكس التمازج الحضاري الذي عرفته المنطقة كونها جلبت كمواد خام من مناطق بعيدة من عاج فرس النيل وأنياب الفيلة.

من جهته دعا البروفيسور «باولو ماتييه» الإيطالي، مدير بعثة التنقيب في مملكة إيبلا إلى تعزيز التعاون بين الجهات المعنية في سورية واليونيسكو في مجال إعادة بناء التراث العالمي المفقود، مؤكداً ضرورة «احترام السيادة السورية خلال أعمال إنقاذ تراثها الأثري، وعدم اتخاذ أي إجراء يؤدي لخرق هذه السيادة في مشاريع واقتراحات إعادة ترميم الآثار», كما أكد على بناء تعاون دولي واسع عبر الخبراء والتقنيين لإعادة تأهيل التراث السوري والبحث عن مصادر تمويل لإطلاق هذا المشروع وضمان استمراريته، مبيناً أنه يجب على العالم القيام به بشكل صلب ومتماسك، ولا سيما أنه يخص الشعب السوري الذي قدم عبر العصور تطوراً حضارياً وثقافياً متميزاً.

2016-12-13