معرض “من ذاكرة وطن” يختتم أعماله.. إضاءة على صناعات تراثية تعود لآلاف السنين.. وحرفيون يستعدون للمشاركة في موسوعة غينيس

وزارة الإعلام

شكل معرض “من ذاكرة الوطن” للتراث والتوثيق الذي اختتم فعالياته اليوم في قلعة دمشق فرصة حقيقية لإلقاء الضوء على أهم الصناعات السورية التراثية والمهن التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.

المعرض الذي أقيم بالتعاون بين المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية والاتحاد العام للحرفيين على مدى ثلاثة أيام شارك فيه 45 عارضا تنوعت أعمالهم بين “الموزاييك والصدف والعجمي والبروكار والحرير والأعواد الموسيقية والرسم على الزجاج والنقش على النحاس والجلديات والقيشاني والخزف والقش والإكسسوارات والحقائب والبسط وتدوير الأقمشة والفخار والأعمال الفنية الرومانية” إضافة للأعمال التوثيقية من صور وطوابع وميداليات عائدة لمعرض دمشق الدولي منذ الخمسينيات وحتى عام 2007.1

وبين مدير المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فارس كرتلي في تصريح لمراسلة سانا أن الإقبال على المعرض “كان كبيرا رغم الدعاية المتواضعة والأيام القليلة التي حظي بها” موضحا أن اختيار مكان المعرض “نابع من أهمية قلعة دمشق كتراث حي وشاهد على حضارة سورية ولاحتوائها على الأوابد التاريخية التي تنبعث منها الروح والحميمية تجاه زوارها”.

وعبر المشاركون في المعرض عن أهمية الحفاظ على التراث السوري وتوثيقه محليا ودوليا لأنه يجسد حضارة الوطن كما قال مندوب اتحاد الحرفيين في المعرض خلدون مسوتي “المعرض توثيق لتاريخ وتراث البلد ورسالة من الحرفيين وشيوخ الكار للتذكير بحرفهم وإنتاجهم الذي يعود لمهن عمرها آلاف السنين”.

وكشف مسوتي في تصريح خاص لمراسلة سانا أن شيوخ الكار للحرف التراثية والجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية ومكتب التراث الوطني ومؤسسة السفينة الفينيقية وجمعية شام الياسمين للتراث الدمشقي وبرعاية الاتحاد العام للحرفيين يستعدون للمشاركة في موسوعة غينيس بأعداد كبيرة ومتنوعة من الأعمال التراثية السورية المميزة تحت عنوان “شعب حي لا يموت” للدلالة على حضارات سورية المتعاقبة وإنتاجات شعبها المستمرة رغم كل الظروف التي تتعرض لها.3
ونال الأطفال نصيبهم من اهتمام شيوخ الكار فقد دعا عدد من شيوخ الكار المشاركين في المعرض ممن التقتهم مراسلة سانا إلى زيادة الوعي والتركيز على وجود الأطفال في هذه المعارض من خلال الإعلام ومكتب التراث الوطني للتعرف على تراث أجدادهم لأن “هذه الأعمال هي ذاكرة وطن” إضافة للمطالبة بإقامة أكاديمية لتعليم الحرف التراثية للحفاظ عليها وعدم انقراضها.
بدوره طالب عدنان تنبكجي شيخ كار الفنون اليدوية بزيادة الاهتمام بالحرفيين والتعاون معهم بشكل أكبر قائلا.. “هناك هجوم مباشر على التراث السوري ونتعاون مع كل الجهات المعنية للتصدي له إضافة إلى تشجيع الجيل الجديد المبتعد عن اقتناء منتجات تراثنا القديم إلى العودة للاهتمام به واستعماله”.
وأضاف تنبكجي.. “الجيل الجديد لا يدرك قيمة القطعة التراثية التي تعود لآلاف السنين لذلك اتبعنا طرقا جديدة ضمن فكرة “عصرنة التراث” ووصلنا إلى طرق جديدة تواكب أذواق الجيل الجديد فمثلا النحاس أوجدنا طريقة لتلبيسه وترصيعه بالكريستال لمنعه من الأكسدة والصدأ فأصبح الإقبال عليه أكثر أيضا الزخرفة النباتية القديمة قمنا بإحيائها بعمل جديد متطور فازداد الطلب عليها في المنازل”.
وأوضحت الحرفية سحر البصير صاحبة مشروع خلايا النحل أن حرفتهم تقوم على إحياء حرفة قديمة وهي إعادة تدوير الأقمشة المستعملة وقالت.. “قمنا بإنجاز برنامج تدريبي جديد معاصر لزيادة الطاقة الإنتاجية من هذه الحرفة وتقديم منتج تراثي مطور من الأقمشة المستعملة”.
وأكد الفنان التشكيلي والحرفي علي عجيب أن المعرض يوثق مختلف الحرف التراثية الموجودة في كل المحافظات السورية والإضاءة عليها بعد أن أصبحت نادرة مضيفا.. “ورشتنا تقوم على استثمار الأشياء غير الصالحة للاستعمال وإنشاء مواد جمالية منها يمكن اقتناوءها فمن القش وثمار الشجر نصنع اللوحات والمجسمات والصور”.
حماية الحرف التراثية اليدوية الفنية بشيوخ كاراتها وحرفييها وإقامة حواضن وقرى تراثية لدعمها وأكاديمية وطنية لتعليم الحرف التراثية ودعم الإعلام للإضاءة على حرف سورية القديمة وإثباتها على الساحة الدولية ومتابعة تشييد قرية شام الياسمين للتراث الدمشقي بما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني كانت أهم المطالب التي أكد عليها المشاركون في معرض التراث والتوثيق ليقولوا كلمتهم من ذاكرة وطن أعمال حية لا تموت في أيادي السوريين.

2016-11-10