"تحولات الفكر العربي" لعيد الدرويش

وزارة الإعلام

تناولت الندوة الفكرية التي أقامها المركز الثقافي العربي في مدينة جرمانا بعنوان “تحولات الفكر العربي” دور الغرب في حرف مسار المنظومة الفكرية العربية نحو التشتت والفرقة عبر بث أفكار وتوجهات ترفض العيش المشترك وتسعى للإقصاء.
وفي محوره قال الباحث عيد الدرويش “كان الفكر العربي ذا شأن كبير في صفحات المجد والمعرفة حيث ذكر ابن المقفع ان العرب هم أعقل الأمم ما يجعلنا ندرك أن هذا الفكر استطاع عبر الزمن أن يكون شخصية مستقلة بذاتها في مختلف مجالاته المعرفية”.
ويشهد التاريخ بحسب الدرويش بأن الفكر العربي اتجه إلى الفتوحات العلمية متوافقا مع فتوحاته السياسية وكانت ذات أثر كبير في تاريخ الحضارة الإنسانية عبر التلاقح مع جميع الحضارات التي كانت متاخمة لها لصنع حضارة مشرقة الأنوار واضحة المعالم ذات مسار فكري وإنساني.
وأكد الدرويش ضرورة التزام الفكر في موقف الدفاع عن الهوية العربية ووضع منهج فكري موحد يخدم الشخصية العربية ويمدها بطاقات قوية للصمود أمام المخططات الفكرية الخبيثة التي تحاول بكل ما أوتيت من وسائل السيطرة على العقل العربي.
بدوره قال الدكتور الباحث علي دياب في محوره الذي تناول طرائق وسلوكيات الغرب في تحقيق مصالحه الشخصية ان المفكرين الأوروبيين دعوا منذ قرون لفصل الدين عن الدولة وإطلاق الحريات الفردية والتعايش بين مكونات المجتمع وصولا إلى التكامل مبينا أن الغرب سعى بكل ما لديه لنشر ثقافة التناحر ورفض الاعتراف بالآخر في البلدان العربية والإسلامية ضمانا لفرقتها.
وأشار دياب إلى ان العديد من المفكرين العرب حاولوا التصدي للمخططات الغربية أمثال طه حسين ومحمد عبده من الذين رفعوا شعار الدين لله والوطن للجميع وذلك عبر سلوكهم وأفعالهم منتقدا المنظومة الفكرية للحركات السياسية التي تسترت بالدين من أجل تسييسه وجعله في خدمة مشروعهم القائمة على الفرقة ونبذ الآخر.
وعن رأيها في المحاضرة أوضحت إيمان حوراني مديرة الدائرة الثقافية في المركز الوطني للدراسات والبحوث التوحيدية أهمية إغناء المحاضرات بطرح الحلول أكثر من العودة إلى الماضي أو الاقتصار على نقد الفكر ووضع أسس منظومة ثقافية متطورة على حين أكد الناقد الدكتور عاطف بطرس أن الأمة التي كان نتاجها هذا النوع من الشعر وهذه الثقافة لا يمكن نكران حضارتها وهي أمة متقدمة في مجالات مختلفة ولا سيما الحضارة والثقافة.

 

2016-09-28