ندوة ومعرض حول حرفة الزجاج المعشق في ثقافي أبو رمانة

وزارة الإعلام 

التعريف بحرفة الزجاج المعشق والأنواع التي اشتهر بها وتاريخ هذه الحرفة واهمية الحفاظ عليها أهم ما جاء في الندوة التي نظمتها مديرية ثقافة دمشق بالتعاون مع مديرية التراث الشعبي بوزارة الثقافة في ثقافي أبو رمانة.
رافق الندوة معرض للحرفي فايز تلمساني ضم نحو 20 عملا فنيا لنماذج من فن الزجاج المعشق وانواعه النباتية والهندسية والخيط العربي مستوحاة من الخيال ومن الابنية التراثية والمواقع الاثرية السورية والبعض الآخر تصاميم نفذت بحسب طلب بعض المهتمين في هذه الحرف والراغبين باقتناء قطع منها وتصميم نوافذ الابنية وفق الزجاج المعشق
وبين الحرفي تلمساني ان حرفة الزجاج المعشق هي حرفة دمشقية قديمة انتشرت وازدهرت في العصر الاموي وانتقلت الى عدد من دول العالم مشيرا إلى أنها كانت تستخدم في نوافذ المساجد والبيوت القديمة وفق أشكال فنية عبر الربط بين مادتي الجبصين والزجاج الملون حيث استمدت هذه الحرفة اسمها من التعشيق بين هاتين المادتين.
وأوضح تلمساني أن للزجاج المعشق مدارس متنوعة كالفارسية والمصرية والأندلسية لكن المدرسة الدمشقية او كما يسمى الزجاج المعشق الدمشقي تميزت عن غيرها بان كلا وجهي القطعة الامامي والخلفي يحمل نقوشا من الجبصين والزجاج اما في البلدان الاخرى فيكون الوجه الخلفي للقطعة عبارة عن سطح املس وتكون الزخرفة في الوجه الامامي فقط.
وأشار تلمساني الى ان للزجاج المعشق ثلاثة أنواع هي “الخيط العربي” حيث يكون الرسم باشكال المربع والمثمن والمسدس و”النباتي” وتحمل فيه الرسوم اشكالا نباتية مزخرفة كالزهر وانواع مختلفة من اوراق الأشجار أما النوع الاخير فهو “الهندسي” ويكون فيه تصميم القطعة خليطا من عدة رسوم هندسية لافتا الى ان الحرفة تطورت واتجه بعض الحرفيين لاستخدام مادة الرصاص والخشب بدلا عن مادة الجبصين.
وبين تلمساني اهمية الحفاظ على الحرفة وايجاد السبل لتسويق منتجاتها وتعليمها الى الاجيال القادمة مشيرا الى انه حرص على تعليمها لأبنائه وبعض طلاب المعاهد الفنية الراغبين.
من جانبه اوضح محمد فياض امين تحرير مجلة الحرفيين وباحث في التراث الشعبي ان مفردات الحرفة من رسوم هندسية ونباتية والربط بين الجبصين والزجاج الملون انتقلت من قصور بني امية الى الاندلس ومنها إلى عدد من دول العالم حيث استفاد الأوروبيون من المدرسة الدمشقية التي اشتهرت بهذا النوع من الفن وقاموا بتصميم نوافذ الابنية والكنائس وفق ذلك مشيرا إلى أن حرفة الزجاج المعشق تعاني من قلة الحرفيين العاملين بها اليوم رغم توافر المادة الأولية.
ولفت فياض الى أن الحرف التقليدية واستخداماتها وتكاملها في إضفاء المشهد الإبداعي على البناء تسهم في جذب السياح والتعريف بالنسيج المعماري السوري لذلك من الاهمية نشر هذا البعد الثقافي لدى الباحثين في مجال الحرف والمهندسين المشرفين على الابنية والمنشآت السياحية للاستفادة من الزجاج المعشق والرسم على الخشب والموزاييك وغيرها من الحرف في الأبنية الحديثة.
بدورها أوضحت احلام الترك مديرة التراث الشعبي في وزارة الثقافة ان الندوة تقام ضمن سلسلة ندوات “حرفتي هويتي” التى تقيمها الوزارة في ملف ترشيح مدينة دمشق في قائمة المدن المبدعة لدى منظمة اليونيسكو في مجال الحرف التقليدية والفنون الشعبية وذلك بهدف تسليط الضوء بشكل دوري على الحرف اليدوية التي اشتهرت بها دمشق وتاريخها واهميتها والمساهمة بتوثيقها لما تحمله من دلالات وقيم جمالية وحضارية.
ورأى المهندس علي المبيض رئيس لجنة الانشطة في وزارة السياحة بملف ترشيح مدينة دمشق في قائمة المدن المبدعة لدى منظمة اليونيسكو أن ترشيح دمشق في مجال الصناعات التقليدية والفنون الشعبية يعكس تطور الحرف الدمشقية واهميتها بهدف تسليط الضوء على الحرف والحفاظ عليها ومنعها من الاندثار موضحا في الوقت نفسه دور وزارة السياحة في رعاية الحرف التقليدية والاهتمام بالحرفيين وتقديم الدعم لهم.
 

2016-09-26