كتاب "الثقافة قمر لا يغيب” للدكتورة نجاح العطار…نصوص كتبت في ظروف مختلفة

وزارة الإعلام

 

“الثقافة قمر لا يغيب .. آن استوى التاريخ على قمة الشهب” كتاب للدكتورة نجاح العطار يتضمن نصوصا كتبتها أو ألقتها في ظروف دولية ومناسبات مختلفة عبر عشرات السنين وكانت الأوضاع لا توحي آنذاك بحجم المؤامرة الحالية على سورية وحملت هذه النصوص هواجس التحرر من نير الاحتلال الأجنبي التي هيمنت في النصف الأول من القرن الماضي على الوطن العربي.

ويشكل الكتاب حالة وطنية تتضمن مواقف وكلمات ونصوصا ألقتها الأديبة العطار لتحقيق حالة تقابل بين الثقافة السورية وثقافات العالم الأخرى معتبرة أن سورية بألقها التاريخي لا تقل حضارة وحضورا عن سائر البلدان إضافة إلى تميز النصوص بنزوعها الخالص إلى الأدب.

الدكتورة العطار في قراءتها للحرب الصهيوأمريكية على المنطقة تبين أن هذه الحرب تسعى الى تفكيك وتشويه المنظومة الفكرية بقصف العقول والحضارة التي بنيت منذ آلاف السنين وأن الصراع ما بين لغتنا وأعدائها هو أحد أشكال هذه الحرب لأن الدول الاستعمارية عملت على القضاء على لغات الشعوب كي تفقد مقوماتها الذاتية فيسهل عليها احتواؤها وإخضاعها لسيطرتها.

وفي الكتاب عرض للإسهام الذي قدمته سورية في دعم الشعر العربي باعتباره ديوان العرب والشاهد على ذلك إقامة نجوم لامعة في سماء الشعر العربي على أرض دمشق بعد أن ضاقت بها السبل مشيرة إلى حرص المؤسسات المعنية في سورية على الاهتمام بالطفولة عبر توفير أفضل الشروط الحياتية الممكنة لنمو الأطفال وتطورهم وإطلاق مواهبهم الكامنة.

كما تلفت العطار في كتابها إلى أن “الثقافة هي زورق الأسطورة وكلمتها الطيبة ومفتاح بابها المرصود وفي داخلها تهاويل رؤى لها من الجنان وشيها ومن أندائها عطرها ومن ترفها اللوني أزهار أيكتها فالثقافة هي المنتهى”.

وتذهب الدكتورة العطار في رؤيتها للحركة الثقافية السورية إلى أنها تحاكي معظم ثقافات الدول الأخرى وفق منظور حضاري لا تقل مستوى عن غيرها كما تعتمد على الملامح النفسية في محاكاة كل الشعوب التي زارت بلدانهم ووقفت أمامهم ممثلة بلدها حيث تمكنت من تكوين تشكيل فني يقدم هيئة الحضارة والثقافة السورية أمام العالم.

في الكتاب تفاعل إيجابي مع أغلب الدول التي وجدت فيها حبا لسورية أو تعاطفا مع مشروعها النضالي النهضوي ونهجها المقاوم الذي يرفض كل أشكال الخذلان والاحتلال والمساومة كما تقدم في كتابها الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب والذي يقع في 710 صفحات قراءات مختلفة للزمان والمكان الذي طرحت فيهما فكرتها أو أفكارها الثقافية بعد درايتها بالبنية النفسية الموجودة في البيئة لاستكشاف حقيقة الجمهور الذي أمامها حتى توفر مقالها المقابل بشكل بنيوي.

يذكر أن الأديبة الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية نالت عددا من الأوسمة الرفيعة منها وسام “الصداقة بين الشعوب” الممنوح من رئيس مجلس السوفيات الأعلى لاتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية سابقاً ووسام الثقافة البولونية ووساما الاستحقاق برتبة الضابط الكبير وجوقة الشرف برتبة كوماندور من فرنسا ووسام الكنز المقدس ذو الوشاح الكبير من امبراطور اليابان وميدالية الشرف من التشيلي.

ومن مؤلفاتها حافظ الأسد القائد الذي صنع التاريخ و نكون أو لا نكون كتاب طرح القضية الفلسطينية وتداعياتها والنسيج الثوري بين آذار وتشرين وأدب المعركة أيام حرب تشرين.. قصص بالاشتراك مع الأديب حنا مينا ومؤلفات أخرى في الفكر وعدد كبير من المقالات.

2016-06-16